الذهب يصعد لأعلى مستوياته في أسبوعين ونصف متجها لتحقيق أرباح أسبوعية
واصلت أسعار الذهب الصعود خلال تعاملات آخر جلسات الأسبوع، اليوم الجمعة، بعد الأرباح الكبيرة التي شهدتها عقود الذهب خلال الجلسة السابقة بفعل الهبوط الحاد للدولار الأمريكي، ووصلت أسعار الذهب الفورية إلى أعلى مستوياتها في أكثر من أسبوعين ونصف؛ وتحديدا منذ يوم 4 ديسمبر الماضي، وهو ما وضع الذهب وباقي المعادن الثمينة على الطريق نحو أرباحهم الأسبوعية الثانية على التوالي.
الذهب الآن
وعلى صعيد التداولات، ارتفعت العقود الفورية لمعدن الذهب بنحو 0.21% لتسجل 2,050.25 دولارا للأوقية، وهو أعلى مستوى تسجله عقود الذهب القورية منذ 4 ديسمبر، وكذلك صعدت أسعار عقود الذهب الآجلة، تسليم شهر فبراير، بحوالي 0.46% مسجلة 2,060.70 دولارا للأوقية.
أما بالنسبة للمعادن الأخرى اليوم، فقد صعدت أسعار عقود الفضة الفورية بنسبة 0.13% إلى 24.44 دولارا للأوقية ، كما ارتفعت أيضا عقود البلاتينيوم الفورية بحوالي 0.16% إلى969.60 دولارا للأوقية ، في حين تراجعت عقود البلاديوم بنحو 0.48% إلى 1,210.60 دولارا للأوقية.
أبرز العوامل المؤثرة على تحركات الذهب
شهدت عقود الذهب ارتفاعات واضحة هذا الأسبوع، بعدما استطاع المعدن الأصفر تحقيق أرباح خلال 3 من الجلسات الأربعة السابقة في هذا الأسبوع، ليفتتح تعاملات الجلسة الأخيرة أيضا على صعود، حيث يتجه الذهب الآن لتحقيق أرباح أسبوعية بحوالي 1.4% حتى الآن، بعد أرباحه في الأسبوع السابق أيضا.
ويأتي هذا الصعود الذي شهده الذهب على خلفية ضعف الدولار، حيث هبط مؤشر الدولار (الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أخرى) لأدنى مستوياته فيما يقرب من 5 أشهر، وذلك بعد سلسلة من البيانات الاقتصادية السلبية الصادرة هذا الأسبوع، والتي عززت الرهانات بشأن اقتراب خفض الفائدة الأمريكية.
وكانت البيانات النهائية للناتج المحلي الإجمالي الصادرة بالولايات المتحدة أمس قد أظهرت مراجعة منخفضة لمعدل النمو الاقتصادي خلال الربع الثالث من العام عن التقديرات الأولية، حيث سجل معدل النمو النهائي 4.9%، وذلك بعدما كانت القراءة الأولية قد سجلت 5.2%، وهو ما أدي إلى هبوط كبير للدولار أمام العملات الرئيسية، مع تجاهل المستثمرين لبيانات إعانات البطالة الإيجابية.
ومن ناحية أخرى، صرح عضو الفيدرالي الأمريكي لولاية فيلادلفيا باتريك هاركر يوم الأربعاء الماضي بأنه لم يعد يجد حاجة لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى، وأشار إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يجب أن يبدأ قريبا في خفض الفائدة، ولكنه أكد على أن هذا يجب أن يحدث بشكل تدريجي.
وأدت تصريحات هاركر المتشائمة، بجانب تصريحات بعض الأعضاء الآخرين والبيانات الأضعف للنمو إلى زيادة التوقعات بين المستثمرين ببدء خفض أسعار الفائدة الفيدرالية في مارس، وهو ما تسبب بخسائر كبيرة للدولار استفاد منها الذهب المسعر بالعملة الأمريكية، حيث يؤدي ضعف الدولار لجعل تكلفة حيازة الذهب أرخص بالنسبة للمشترين حاملي العملات الأخرى خلاف الدولار.
وتترقب الأسواق حاليا صدور مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي بالولايات المتحدة لشهر نوفمبر، بوقت لاحق من اليوم، حيث يعد هذا المؤشر هو مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، ومن المتوقع أن يكون له تأثيرا كبيرا على تحركات الذهب أيضا.