أسعار الذهب تعمق خسائرها القوية للجلسة الثالثة على التوالي
تراجعت أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم الأربعاء، لتعزز بذلك سلسلة الخسائر التي تكبدها المعدن النفيس منذ بداية جلسات الأسبوع الجاري في ظل ارتفاع الدولار الأمريكي بعد تصريحات عدد من أعضاء الفيدرالي حول رفع الفائدة.
وبالنظر لتعاملات اليوم الأربعاء، يتضح بأن أسعار عقود الذهب الفورية سجلت انخفاضا واضحا خلال التعاملات وبنسبة 0.27% تقريبا لتصل إلى مستوى 1963.61 دولارا للأوقية، وكذلك، تراجعت أسعار عقود الذهب الآجلة، تسليم شهر ديسمبر، بما يقرب من 0.20% لتسجل نحو 1,969.65 دولارا للأوقية.
أهم الأسباب وراء هبوط أسعار الذهب:
ساهمت عدة عوامل في تعزيز الزخم الهبوطي لتداولات الذهب اليوم، وفيما يلي، يمكن إيضاح أبرز هذه العوامل:
1. صعود الدولار الأمريكي
سجل الدولار الأمريكي ارتفاعا قويا خلال تداولات سوق العملات، وهو ما عزز تراجع الطلب على الذهب في ظل العلاقة العكسية بين الطرفين، حيث سجل مؤشر الدولار الأمريكي صعودا بنحو 0.24% ليستقر قرب المستوى 105.760 نقطة.
ويمكن القول بأن ارتفاع الدولار الأمريكي جاء نتيجة لتصريحات عدد من أعضاء الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والتي عززت توقعات الأسواق حيال رفع الفيدرالي للفائدة مجددا؛ إذ تطرقت هذه التصريحات في مجملها إلى وجود عدة مخاطر تهدد بارتفاع التضخم الأمريكي من جديد، بما يعني أن مهمة الفيدرالي لكبح التضخم المرتفع لم تنته بعد، في إشارة واضحة لاحتمالات أن يرفع الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة مجددا، وهذا الأمر الذي انعكس إيجابا على تحركات الدولار وسلبيا على أسعار الذهب.
2. ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية
ساهم ارتفاع عائد سندات الخزانة الأمريكية في تعزيز الزخم الهبوطي لأسعار الذهب خلال التعاملات؛ حيث سجل عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات ارتفاعا بنحو 0.48% إلى 4.593%، وبالتالي، فإنه تم النظر إلى عوائد السندات باعتبارها خيارا استثماريا أفضل وأكثر أمانا للمتداولين مقارنة باقتناء الذهب.
3. تراجع مخاوف تباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي
بالإضافة إلى ما تم ذكره أعلاه، فإنه يمكن الإشارة إلى أن أحد أسباب تراجع أسعار الذهب بتعاملات اليوم يتمثل في تزايد تفاؤل الأسواق حيال الانتعاش الاقتصادي العالمي وبخاصة بعد تصريحات محافظ بنك الصين الشعبي صباح اليوم الأربعاء، بأن اقتصاد الصين آخذ في التحسن وخصوصا في معدلات الإنتاج والاستهلاك، متوقعا بأن تحقق الجمهورية الشعبية هدف النمو الاقتصادي لعام 2023 عند 5%، وهذه التصريحات ساهمت في انحسار مخاوف المستثمرين حيال تدهور الاقتصاد الصيني وما له من انعكاسات إيجابية ملحوظة على النمو الاقتصادي العالمي، وهذا تسبب في تراجع الطلب بقوة على معدن الذهب وبخاصة وأن الطلب على الذهب دائما ما يكون مرتفعا في ظل أوقات الاضطرابات والمخاوف حيال معدلات النمو الاقتصادي العالمي باعتباره ملاذ اَمن في هذه الأوقات.