بعد تكبده خسائر أسبوعية ..خام النفط يرتفع بقوة اليوم، فما السبب؟
حققت أسعار النفط الخام ارتفاعا قويا على صعيد أولى تعاملات الأسبوع، اليوم الاثنين؛ وذلك على الرغم من تكبد الأسعار خسائر أسبوعية تجاوزت الـ 4.00%، حيث استفادت أسعار النفط من المخاوف السائدة بالأسواق، بشأن احتمالية أن يتعرض سوق النفط إلى شح في المعروض خلال الفترة المقبلة، وبخاصة بعدما قررت المملكة العربية السعودية وروسيا إبقاء تخفيضاتهم الطوعية لإنتاج النفط حتى نهاية العام الجاري، وكذلك، مع استمرار التوترات بمنطقة لشرق الأوسط بين حركة المقاومة الفلسطينية والقوات الإسرئيلية، والتي عززت التكهنات بنقص إمدادات النفط خلال الفترة المقبلة.
وخلال أولى تداولات الأسبوع، شهدت عقود خام برنت الفورية دعما قويا ساعده على الارتفاع بنسبة 1.01% ووصلت إلى مستوى 87.00 دولارا للبرميل، وفي الوقت ذاته، صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط الفورية بنحو 0.33% واستقرت قرب مستوى 81.77 دولارا للبرميل.
ولقد حظيت أسعار النفط الخام بدعما من قرارات كل من المملكة العربية السعودية وروسيا ( كبار منتجي النفط في العالم) خلال تعاملات اليوم الاثنين، مما ساهم في ارتفاع الأسعار لتمحو بعضا من خسائرها الأسبوعية السابقة، وبهذا الشأن، أعلنت السعودية وروسيا بأنهما سوف يبقيان على الخفض الطوعي الإضافي لإنتاج النفط حتى نهاية العام الحالي2023، والذي يقدر بنحو 1.3 مليون برميل يوميا؛ وذلك في الوقت الذي تستمر فيه المخاوف بشأن مستويات الطلب والنمو الاقتصادي بالضغط على أسواق النفط الخام، بما عزز حالة التخوف والقلق بشأن احتمالية ان تتعرض أسواق النفط خلال الفترة المقبلة إلى نقصا في تدفقات النفط الخام، وهو الأمر الذي عزز من ارتفاعات أسعار النفط.
وبالإضافة إلى ذلك، ارتفعت أسعار الخام الأسود بوضوح على هامش تعاملات اليوم، وسط حالة الزعر السائدة بشأن احتمالية تعرض سوق النفط لعجزا كبيرا خلال الفترة المقبلة، وذلك بعدما استمرت التوترات داخل منطقة الشرق الأوسط بين حركة حماس وإسرائيل لقرابة شهر حتى الآن، وبخاصة بعدما قامت قوات الاحتلال مساء الأحد، بشن أكثر من 100 غارة ضمن غارات عنيفة وأحزمة نارية متتالية، على مخيم الشاطئ ومحيط أنصار ودوار درابية وحي الزيتون والرمال، وكانت تلك الغازات التي شنتها القوات الإسرائيلية الأعنف منذ أحداث 7 أكتوبر.
وعلاوة على ذلك، فقد حظيت أسعار النفط بإقبالا ملحوظا أثناء تعاملات اليوم، مع تحسن معنويات الأسواق حيال احتمالية تعافي الطلب الصيني على النفط خلال الفترة المقبلة، ولاسيما بعدما صرح رئيس الصين شي جين بينغ بأن بلاده ستمضي قدما في الانفتاح وستواصل جعل العولمة الاقتصادية أكثر انفتاحا وشمولا وتوازنا للجميع من خلال منصات مثل معرض الصين الدولي للاستيراد، وإلى جانب ذلك، قال رئيس مجل دولة الصين لي تشيانغ بأن بلاده ستحمي حقوق ومصالح المستثمرين الأجانب وفقا للقانون، وستواصل تسهيل الوصول إلى الأسواق وتنفيذ سياسات لإزالة جميع القيود المفروضة على وصول الاستثمارات الأجنبية إلة قطاع التصنيع، بما يشير إلى استمرار الصين ( ثاني أكبر مستورد لخام النفط في العالم) في بذل جهود وتقديم سياسات لدعم نموها الاقتصادي، والذي بدوره سيعزز الطلب على النفط الخام، بما يدعم صعود أسعار النفط خلال التعاملات.