لماذا تجاهلت أسعار النفط استمرار توترات الشرق الأوسط وانخفضت؟
شهدت أسعار النفط الخام انخفاضا واضحا للمرة الثانية على التوالي، خلال تداولات اليوم الأربعاء؛ وتجاهلت الأسعار حالة الزعر السائدة في الأسواق، بشأن احتمالية نقص المعروض النفطي خلال الفترة المقبلة واستمرت في الانخفاض، مع تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط بين حركة حماس والكيان الصهيوني، ولكن المخاوف المتزايدة من احتمالية ضعف الطلب العالمي على النفط الخام، أدت إلى تراجع أسعار النفط بالتعاملات، وبخاصة بعدما خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي بعام 2024.
أسعار النفط الآن
وخلال تداولات اليوم الأربعاء، انخفضت عقود خام برنت الفورية بنسبة 0.24% وسجلت نحو 87.40 دولارا للبرميل، بالإضافة لهبوط العقود الفورية لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.34% لتصل إلى مستوى 85.63 دولارا للبرميل.
لتلك الأسباب تراجعت أسعار النفط على الرغم من استمرار توترات الشرق الأوسط
ولقد استمرت أسعار النفط الخام في تكبد خسائر واضحة للجلسة الثانية على التوالي، وذلك على الرغم من استمرار التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، إلا أن حالة التخوف السائدة في الأسواق بشان احتمالية ضعف الطلب العالمي على النفط في المستقبل، تسببت في الضغط على أسعار النفط بالتداولات، ولا سيما بعدما خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي بعام 2024 بمقدار 0.1% إلى 2.9%.
وأيضا، تعرضت أسعار الخام الأسود لضغوطات هبوطية واضحة، أثناء التعاملات؛ وسط المخاوف من احتمالية تباطؤ الطلب الصيني على النفط بالأسواق، في ظل تفاقم أزمة العقارات داخل الصين - ثاني أكبر مستورد لخام النفط عالميا، وبخاصة بعدما حذرت عملاقة العقارات الصينية كونتري جاردن من احتمال تخفلها عن سداد أدوات دين دولية بقيمة 15 مليون دولار، بعدما فشلت أيضا في سداد قسائم بعض السندات الدولارية بمبلغ 470 مليون دولار هونج كونج أمس أيضا، وهذا تسبب في هبوط أسعار النفط.
وبالإضافة إلى ذلك، تراجعت أسعار النفط بكل ملحوظ على صعيد التعاملات، جراء خفض صندوق النقد الدولي تقديراته لنمو الناتج المحلي الإجمالي في الصين لعامي 2023 و2024، مستشهدة بأزمة سوق العقارات في البلاد، وهو ما عزز من انخفاض أسعار النفط أثناء التعاملات.
وفي هذا الشأن؛ خفض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد الصيني إلى 5% و4.2% على التوالي، بنسبة انخفاض بلغت 0.2% و0.3% مقارنة بالتوقعات السابقة.