النفط يقفز بنحو 4% بفعل التوترات الجيوسياسية في فلسطين، فلماذا؟
شهدت أسعار النفط قفزة قوية منذ افتتاح جلسة يوم الاثنين ، حيث زادت مخاوف المستثمرين من شح الإمدادات العالمية من النفط الخام وسط تصاعد الاشتباكات بين الجانب الفلسطيني والكيان المحتل بالأراضي الفلسطينية، الأمر الذي دفع أسعار النفط للصعود بنحو 4% خلال التعاملات المبكرة من اليوم، تزامنا مع نهاية عطلة الأسبوع الذهبي في الصين واستئناف سير الأعمال بالجمهورية الشعبية مرة أخرى.
النفط الآن
وعلى صعيد التداولات، قفزت العقود الفورية لخام برنت بواقع 3.84% لتسجل 87.78 دولارا للبرميل، بعدما لامست مستوى 88.93 بوقت مبكر من الجلسة، في حين قفزت أسعار العقود الفورية لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بحوالي 3.76% لتصل إلى 86.16 دولار للبرميل، بعدما لامست مستوى 87.16 دولار للبرميل بوقت مبكر من الجلسة، حيث كان كلا الخامين قد قفز بأكثر من 4 دولارات للبرميل قبل التخلي عن بعض تلك الأرباح.
الأسباب التي دفعت النفط للصعود بتلك القوة
تفاقمت الاشتباكات بين قوات حماس وكتائب القسام في الجزء الجنوبي من أراضي فلسطين المحتلة والكيان المحتل خلال نهاية الأسبوع الماضي باليومين الماضيين، خاصة بعد إرسال الولايات المتحدة بعض المساعدات العسكرية إلى قوات الاحتلال، وهو ما أدى إلى تعزيز المخاوف من المخاطر الجيوسياسية، والتي من شأنها التأثير على إمدادات النفط من منطقة الشرق الأوسط التي تعد أكبر مصدر للخام عالميا.
وجاء هذا بعدما شنت حركة المقاومة الفلسطينية حماس بوقت مبكر من صباح يوم السبت أكبر هجوم عسكري على الكيان المحتل بالجزء الجنوبي من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عقود، في أعقاب الهجمات المتكررة لقوات الاحتلال خلال الفترة الأخيرة على قطاع غزة والضفة الغربية.
ودفع هذا أسعار النفط إلى الصعود بتلك الحدة مع تزايد المخاوف حيال شح الإمدادات، وخاصة في ظل استمرار التخفيضات بإنتاج النفط من قبل المملكة العربية السعودية وروسيا، وبعدما أعلنت السلطات بكلا البلدين مد آخر لتلك التخفيضات باجتماع اللجنة الوزارية المشتركة لأعضاء أوبك + الأسبوع الماضي، وهو ما قد يدفع النفط لمزيد من التقلبات خلال الفترة المقبلة.
ومع إعلان إيران عن دعمها الكامل لعمليات قوات حماس للدفاع عن الأراضي الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين في الدفاع عن أراضيهم ضد الهجمات المتكررة للكيان المحتل، فإن هذا يضع ما يشكل نحو 3% من إمدادات النفط العالمية، والتي تعد إيران مسئولة عن إنتاجها إلى مخاطر التراجع أيضا، مع استمرار القلق من تعرض نحو 20% من إمدادات الخام العالمية في حال حدث ما يعرقل مرور إمدادات المنطقة عبر مضيق هرمز.
وتمكن النفط على خلفية تلك الأحداث من عكس حركته الهبوطية الحادة التي شهدها الأسبوع الماضي، والتي كانت أسوأ خسائر أسبوعية يتكبدها النفط منذ مارس الماضي، حيث خسر خام برنت نحو 11% وهبط خام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 8% ، بعد تزايد المخاوف من أن ارتفاع أسعار الفائدة قد يؤثر بشكل سلبي على النشاط الاقتصادي والطلب العالمي على النفط.