النفط يهبط اليوم ويفقد أكثر من 3 دولارات من أعلى مستوياته في 10 أشهر
شهدت أسعار النفط هبوطا واضحا خلال تعاملات يوم الأربعاء، حيث واصلت عقود العام خسائرها للجلسة الثانية على التوالي وسط ترقب قرار الفائدة لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بوقت لاحق من اليوم، وفقدت العقود حتى الآن أكثر من 3 دولار من أعلى مستوياتها فيما يزيد عن 10 أشهر، والذي سجلته خلال تعاملات أمس الثلاثاء.
النفط الآن
وعلى صعيد التداولات، انخفضت العقود الآجلة لخام النفط القياسي برنت بنسبة 1.51% إلى 92.92 دولارا للبرميل، بعدما سجل الخام 95.96 دولارا يوم الثلاثاء، وهو أعلى مستوياته منذ منتصف نوفمبر الماضي، وكذلك انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.62% إلى 89.20 دولارا للبرميل، بعد أن صعدت إلى أعلى مستوى بجلسة أمس منذ منتصف نوفمبر أيضا عند 93.74 دولارا للبرميل.
أبرز العوامل المؤثرة على تحركات النفط
تراجعت أسعار النفط بشكل كبير اليوم قبيل صدور قرار الفائدة من قبل اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بوقت لاحق من اليوم، حيث تشير توقعات الأسواق على نطاق واسع أن البنك سيبقي على أسعار الفائدة دون تغيير بهذا الاجتماع، مع عدم اليقين بشأن القرارات المقبلة أو مستوى ذروة سعر الفائدة المحتمل، والتي عادة ما تؤثر بشكل كبير على النمو الاقتصادي ومستوى الطلب على النفط.
وفي نفس الوقت، تضررت أسعار النفط من قرار بنك الصين الشعبي صباح اليوم بشأن معدل الفائدة الأولي على الأقراض، حيث قام البنك بالإبقاء عليها دون تغيير، بعدما خفضها باجتماع الشهر السابق لدعم النشاط الاقتصادي الذي أظهر علامات واضحة على التعثر وسط تباطؤ الطلب المحلي واستمرار أزمة قطاع العقارات، ومع ذلك فقد فضل البنك المركزي لأكبر مستورد لخام النفط بالعالم اتثبيت الفائدة للحد من الضغوط التي واجهها اليوان بالفترة الأخيرة، والتي دفعته لأدنى مستوياته منذ عام 2007.
وعلى جانب الطلب، أظهرت بيانات حكومية يوم الثلاثاء، انخفاض واردات الهند – ثالث أكبر مستورد لخام النفط بالعالم -من النفط الخام للشهر الثالث على التوالي خلال أغسطس الماضي، حيث خفضت مصافي التكرير الشحنات الواردة إليها من روسيا، تزامنا مع أعمال الصيانة الدورية، وهو ما بدء الاتجاه الهبوطي لأسعار خام برنت منذ أمس.
أما على جانب الإمدادات، تعهدت شركة إكسون موبيل الأمريكية بزيادة إنتاجها من النفط الخام في حقولها بنيجيريا – أحد أعضاء أوبك - بنحو 40 ألف برميل يوميا في دفعة استثمارية جديدة بالدولة الإفريقية، وفقا لما صرح به متحدث باسم الرئاسة يوم الثلاثاء ، نقلا عن رئيس العمليات العالمية لشركة إكسون بنيجيريا، مما دفع الأسعار نحو المزيد من التراجع اليوم.
ولكن أغلب المؤسسات الكبرى والخبراء يتوقعون أن يستمر صعود أسعار النفط بغض النظر عن هذا الانخفاض الحالي مع استمرار المخاوف بشح الإمدادات العالمية، وأشارت بعض الأنباء أمس إلى أن الحكومة الروسية تدرس فرض رسوم تصدير جديدة على جميع صادراتها النفطية بحوالي 250 دولارا للطن المتري اعتبارا من بداية شهر أكتوبر المقبل، وحتى يونيو 2024 لمعادلة نقص إيرادات النفط الذي تسببت به عقوبات سقف أسعار النفط الروسي،
وتأتي هذه الأنباء في الوقت الذي أظهرت فيه بيانات الإنتاج في الولايات المتحدة أن إنتاج النفط الأمريكي من أكبر المناطق المنتجة لخام النفط الصخري يتجه إلى الانخفاض لمستوى 9.393 مليون برميل يوميا في أكتوبر، وهو أدنى مستوى منذ مايو الماضي، ومع التخفيضات الطوعية لكل من السعودية وروسيا بواقع 1.3 مليون برميل يوميا، فمن المتوقع أن تستمر مخاوف عجز الإمدادات بدعم أسعار النفط العالمية.
وفضلا عن قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ، ينتظر المستثمرون أيضا مجموعة من قرارات أسعار الفائدة للبنوك المركزية الكبرى هذا الأسبوع، بما في ذلك قرار بنك إنجلترا وقالبنك الوطني السويسري، فضلا عن قرار بنك اليابان، بجانب مجموعة من مؤشرات مديري المشتريات للقطاعين الخدمي والتصنيعي بأوروبا والولايات المتحدة أيضا، والتي عادة ما تعكس نشاط القطاع الخاص بشكل كبير، وهو ما ينعكس على النمو والطلب على النفط.
وأظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي الأولية انخفاض مخزونات النفط الخام الأمريكية الأسبوع الماضي بنحو 5.25 مليون برميل، وتترقب الأسواق صدور البيانات الرسمية لمخزونات النفط الامريكية عن إدارة معلومات الطاقة بوقت لاحق من اليوم، حيث تشير التوقعات إلى انخفاضها بحوالي 2.2 مليون برميل.