النفط ينتعش ويصعد رغم بيانات النشاط الاقتصادي السلبية بالصين، فلماذا؟
شهدت أسعار النفط تعافيا خلال تعاملات يوم الخميس، بعد تراجعها الكبير أمس بعد قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وكذلك بيانات النشاط الاقتصادي الضعيفة في الصين.
النفط الآن
وعلى صعيد التداولات، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 0.96% إلى 73.92 دولار للبرميل، وكذلك ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.91% إلى 68.91 دولار للبرميل، بعدما كان كلا الخامين القياسيين قد هبط بنحو 1.5% بختام جلسة أمس الأربعاء.
أبرز العوامل التي أثرت على تحركات النفط
أظهرت البيانات الصادرة صباح اليوم في الصين ارتفاعا كبيرا في إنتاجية مصافي النفط خلال شهر مايو، وهو ما دفع أسعار الخام للانتعاش رغم البيانات الاقتصادية الضعيفة، التي عززت التوقعات بأن اقتصاد الصين قد بدأ يفقد زخم نموه القوي الذي شهده بعد رفع القيود الوبائية.
وأظهرت البيانات أن إنتاجية مصافي تكرير النفط داخل الصين – أكبر مستورد للنفط بالعالم – قد ارتفعت بنسبة 15.4% خلال شهر مايو الحالي، بالمقارنة مع نفس الشهر من العام السابق، لتصل إلى ثاني أعلى إجمالي إنتاج لها على الإطلاق، مما أعطى بعض الدعم لأسعار النفط
ووفقا للبيانات الصادرة اليوم، ارتفع الإنتاج الصناعي في الصين 3.5% فقط خلال شهر مايو بما يطابق التوقعات، وهو أقل من النمو الذي حققته الصين بإنتاجها الصناعي بشهر أبريل، والذي سجل 5.6%، كما ارتفعت مبيعات التجزئة بأقل كثير من توقعات الأسواق، وذلك بواقع 12.7%، وهو أقل أيضا من قراءة أبريل التي سجلت 18.4%.
ورغم ذلك، فقد صرح مكتب الإحصاءات الوطنية الصيني بأن البلاد ستتمكن من تحقي معدل نمو أسرع خلال الربع الثاني من العام، نظرا لانخفاض فترة المقارنة بالعام السابق، وأشار إلى أنه من المتوقع أن يتعافى الإنفاق الاستهلاكي للصين تدريجيا، مما سينعش النشاط الاقتصادي ويمكن الصين من تحقيق هدف نمو العام البالغ 5%.
وأفاد الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية KPC يوم الخميس تعليقا على بيانات الصين بأن المؤسسة تتوقع استمرار ارتفاع الطلب الصيني على النفط بمعدل مضمون خلال النصف الثاني من العام، ولكن رغم ذلك ظلت أرباح النفط محدودة اليوم بفعل بيانات النشاط الاقتصادي السلبية.
من ناحية أخرى، صرح محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول أمس بأن الاقتصاد الأمريكي لا يزال من المتوقع أن يحقق الهبوط الناعم، بعدما قامت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بالبنك بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير.
وأدى هذا لتحسين معنويات المستثمرين بالسوق بشأن الدعم الذي قد يتلقاه النفط من موسم القيادة الصيفي دون وجود المزيد من التشديد النقدي الذي يحد من النشاط الاقتصادي لأكبر مستهلك لخام النفط بالعالم.