النفط يمحو خسائر أمس، فهل يكفي هذا لتحقيقه أرباحا أسبوعية؟
شهدت أسعار النفط تعافيا كبيرا خلال التعاملات المبكرة لآخر أيام الأسبوع ، الجمعة، بعد تصريحات كل من الحكومتين الأمريكية والإيرانية صباح اليوم، ولكن رغم ذلك، لم يتمكن النفط حتى الآن من محو خسائره هذا الأسبوع.
النفط الآن
وعلى صعيد التداولات، ارتفعت أسعار خام النفط برنت بنسبة 0.73% ليسجل 76.06 دولارا للبرميل، كما ارتفعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 0.58% مسجلا 71.28 دولارا للبرميل.
أبرز العوامل التي أثرت على تحركات النفط
انتعشت أسعار النفط منذ التعاملات المبكرة بعدما أعلنت الحكومتين الإيرانية الأمريكية نفيهما لما تم تداوله من أنباء مساء أمس الخميس حيال إبرام الولايات المتحدة صفقة تسمح من خلالها لإيران باستئناف صادراتها من النفط الخام مقابل بتقديم إيران لبعض التنازلات حيال برنامجها النووي، الذي يعد نقطة الخلاف الأكبر بينها وبين الولايات المتحدة.
وعاد تركيز الأسواق إلى تأثير التراجع الكبير بالمعروض من النفط الخام بالأسواق العالمية بعد قرار السعودية بخفض إنتاجها طوعا بواقع 1 مليون برميل في بداية الأسبوع، وسط بيانات مخزونات النفط الأمريكية التي أظهرت تراجعا فاق التوقعات مع انتعاش الطلب على منتجات النفط بأكبر مستهلك للخام بالعالم بفعل بدء موسم القيادة الصيفي بالبلاد.
وفي الوقت نفسه، لاقى النفط بعض الدعم اليوم جراء صدور البيانات التي أفادت انتعاش نشاط المصانع القوي في الهند - ثالث أكبر مستهلك لخام النفط في العالم – مما ساعد على زيادة استهلاك الوقود خلال مايو، ودفع مبيعات الديزل بالبلاد إلى مستوى قياسي، وأدى لتعزيز معنويات المستثمرين بسوق النفط حيال تعافي الطلب.
ومع ذلك، استمرت عقود النفط للتعرض إلى ضغوط هبوطية منعتها من الارتداد ومحو كامل خسائرها هذا الأسبوع، مع مخاوف التباطؤ الاقتصادي بالولايات المتحدة – أكبر مستهلك لخام النفط بالعالم – وكذلك تباطؤ زخم النمو في الصين، أكبر مستورد للخام بالعالم.
وجاء هذا مدعوما بالبيانات الصادرة صباح اليوم في الصين والتي أظهرت تراجعت أسعار المصانع بالجمهورية الشعبية بأسرع وتيرة منذ سبع سنوات خلال مايو الماضي، وبما يفوق توقعات الأسواق، وهو ما ألقى بثقله على قطاع التصنيع المتباطئ وأثار المخاوف حيال قوة الانتعاش الاقتصادي للبلاد.
وكان النفط قد خسر ما يقرب من دولار واحد مع إغلاق جلسة أمس الخميس، بعد أن تمكن من محو بعض خسائره التي تجاوزت 3 دولارات خلال الأسبوع، بعد التقرير الصادر بشأن الاتفاق الأمريكي الإيراني بشأن صادرات الأخيرة من النفط.
وأدت تلك العوامل السلبية إلى الحد من أرباح النفط ، ووضعته على الطريق نحو تكبد ثاني خسائره الأسبوعية على التوالي، وذلك بما يقترب من 2% لكل من الخامين القياسيين، حيث فاق تأثير المخاوف بشأن حجم نمو الطلب على النفط تأثير تخفيضات السعودية لإنتاجها.
وتترقب الأسواق الآن قرار الفائدة لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المقرر صدوره يوم الأربعاء المقبل بعد يوم من صدور بيانات التضخم بالولايات المتحدة.