النفط يتجه لتكبد خسائر أسبوعية حادة هي الأولي منذ أكثر من شهر
شهدت أسعار النفط تراجعا هامشيا خلال التعاملات المبكرة من آخر جلسات الأسبوع ، يوم الجمعة، ولكنها عادت بعد ذلك لتستقر قرب مستويات إغلاق الجلسة السابقة، بعدما أغلقتها على تراجع بأكثر من 2%.
النفط الآن
وعلى صعيد التداولات، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت بواقع 0.1% لتسجل 80.02 دولارا للبرميل، وكذلك انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام النفط الأمريكي غرب تكساس الوسيط بنحو 0.09% إلى 77.31 دولارا للبرميل.
أبرز العوامل التي أثرت على تحركات النفط
أغلقت عقود النفط الجلسات الثلاثة السابقة على خسائر حادة ، بعد ارتفاعها بشكل هامشي فقط في أول أيام الأسبوع تزامنا مع صدور بيانات النمو القوية للغاية في الصين يوم الاثنين الماضي، ومع استمرار الضغوط الهبوطية على النفط خلال تعاملات اليوم أيضا، فإن عقود الخام على طريقها الآن لتكبد خسائرها الأسبوعية الأولى، بعد 4 أسابيع من الخسائر، وذلك بحوالي 6%.
وتأتي تلك الضغوط الهبوطية على أسعار النفط مدفوعة بمخاوف الركود بين المستثمرين بالسوق ، والتي تغلبت على البيانات الإيجابية التي كان من شأنها زيادة أسعار النفط هذا الأسبوع ، سواءا كانت بيانات مخزونات النفط الأمريكية التي تراجعت بشكل حاد خلاف توقعات الأسواق، أو بيانات النمو في الصين ، والتي فاقت التوقعات أيضا، حيث سجلت الجمهورية الشعبية نموا بواقع 4.5% خلال الربع الأول، بعدما كانت تشير توقعات الحكومة لتسجيلها 4% فقط.
ونظرا لأن النمو القوي للغاية بالصين قد فشل في إعطاء النفط أية أرباح تذكر رغم إعادة الفتح وعودة النشاط الاقتصادي بقوة، فقد أدى هذا إلى إحباط معنويات المستثمرين بشكل كبير حيال دعم النمو الصيني لأسعار النفط خلال الفترة المقبلة، خاصة وسط التوقعات بأن زخم النمو قد يتراجع خلال النصف الثاني من العام، وهو ما عرض النفط لعمليات بيع واسعة النطاق.
وفي نفس الوقت، توجهت أنظار المستثمرين نحو مخاوف الركود الاقتصادي المحتمل، والتي أصبحت تتزايد بالفترة الأخيرة، وسط التوقعات بأن فترة دورة التشديد النقدي لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وباقي البنوك المركزية الرئيسية الأخرى قد تطول عما كان متوقعا سابقا، وهو ما قد يؤدي إلى تباطؤ كبير بالنشاط الاقتصادي بأكبر مستهلك لخام النفط بالعالم – الولايات المتحدة – وكذلك في منطقة اليورو، وبالتالي تراجع الطلب على النفط.
واستمرت التصريحات المتشددة لأعضاء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بالتوالي هذا الأسبوع، داعمة سيناريو رفع الفائدة مرة أخرى بشهر مايو المقبل، مع ظهور بعض التوقعات لبعض لبنوك الكبرى مثل مورجان ستانلي بأن الفيدرالي الأمريكي قد يرفع الفائدة أكثر من مرة، في الوقت الذي بدأ فيه سوق العمل والنشاط الاقتصادي للولايات المتحدة بإظهار دلائل على التباطؤ، وهو ما عزز التوقعات المتشائمة لسوق النفط والطلب على الخام.