خسائر قوية لأسعار النفط الخام مع نهاية الأسبوع، فلماذا؟
انخفضت أسعار النفط الخام بقوة خلال تعاملات اليوم الجمعة بالتزامن مع تجدد المخاوف بالأسواق حيال زيادة المعروض النفطي بالأسواق، بالإضافة إلى احتمالية استمرار تشديد السياسة النقدية بوتيرة قوية خلال اجتماعات الفيدرالي المقبلة للسيطرة على التضخم المرتفع.
وخلال تعاملات اليوم، انخفضت العقود الفورية للخام الأمريكي بنسبة 2.64% لتسجل 75.97 دولار للبرميل. وفي الوقت ذاته، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 2.42% لتسجل 82.58 دولار للبرميل.
ولقد انخفض سعر النفط الخام بتعاملات نهاية الأسبوع في ظل تعزز مخاوف الأسواق حيال استمرار الفيدرالي الأمريكي في نهجه التشديدي القوي خلال اجتماع مارس المقبل، وربما رفع الفائدة بنحو 50 نقطة أساس في محاولة للسيطرة على التضخم المرتفع، وهذا قد يدفع الاقتصاد الأمريكي نحو الركود ويخفض الطلب الأمريكي على النفط الخام.
وفي هذا الشأن، صرحت عضو الفيدرالي لوريتا ميستر، بأنه هناك حالة مقنعة لرفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في الاجتماع القادم للسياسة النقدية خلال مارس المقبل، وبخاصة وأن مخاطر التضخم الصعودية لا تزال قائمة، ولذلك فإن بيانات التضخم لشهر يناير الماضي أظهرت بأنه يجب على الفيدرالي الأمريكي القيام بالمزيد من العمل لكبح التضخم. وأيضا، صرح عضو الفيدرالي الأمريكي بولارد مساء أمس الخميس، بأن التضخم لا يزال مرتفعا للغاية وستستمر تحركات البنك حيال خفض التضخم المرتفع في الولايات المتحدة ، جنبا إلى جنب مع زيادات إضافية لأسعار الفائدة، وهذه التصريحات عززت الطلب على الدولار الأمريكي وكان لها تأثير سلبي على أسعار النفط.
وفي الوقت ذاته، فإن توقعات البنوك الكبرى لأسعار النفط الخام خلال العام الجاري كان لها تداعيات سلبية على مستويات أسعار النفط الخام، حيث قال محللو جي بي مورجان في مذكرة بحثية، اليوم الجمعة، بأنه من غير المرجح أن تتجاوز أسعار خام برنت حاجز الـ 100 دولار للبرميل هذا العام، إلا إذا حدثت تطورات جيوسياسية كبيرة.
وأشار الخبراء لدى البنك بأنه المستبعد أن يدافع تحالف أوبك بلس عن مستوى الـ 80 دولار للبرميل، وبالتالي فإنها لن تحتاج لخفض حصص إنتاج النفط هذا العام، وقد يضيف التحالف بدلا من ذلك 400 ألف برميل يوميا للإنتاج، وكذلك، من المتوقع بأن يشهد الإنتاج الروسي تعافيا كاملا بحلول يونيو، وأن تمنع مستويات الأسعار المرتفعة الولايات المتحدة من إعادة الشراء لتعزيز احتياطياتها البترولية الاستراتيجية، وبالتالي قد تتقلص الفجوة بين ميزان العرض والطلب، وهذه التوقعات الجديدة كان لها تداعيات سلبية بأسعار النفط الخام.
وزير الطاقة السعودي: اتفاق أوبك + الحالي سيستمر حتى نهاية العام
وأيضا تضررت أسعار النفط في ظل المخاوف حيال وفرة المعروض النفطي بالأسواق وبخاصة بعد حديث ليبيا عن اعتزامها زيادة مستويات إنتاج النفط خلال الفترة المقبلة، حيث كشف رئيس مؤسسة النفط الوطنية في ليبيا، فرحات بن قدارة، خلال بيان صحفي، عن اعتزام بلاده وضع خطة استراتيجية جديدة تستهدف رفع الإنتاج النفطي للبلاد خلال الفترة المقبلة، وأن هذه الخطة سوف تستهدف زيادة مستويات الإنتاج إلى 2 مليون برميل يوميا.
وفيما يتعلق بمصادر الطاقة الأخرى، انخفضت عقود البنزين خلال تعاملات اليوم، بنسبة 3.15% لتسجل 2.3604 دولار للجالون. بينما، انخفضت عقود الغاز الطبيعي وسجلت 2.350 دولار لكل مليون وحدة حرارية. وأيضا، هبطت عقود زيت التدفئة بنسبة 3.37% وسجلت حوالي 2.7199 دولار.