النفط يرتفع بقوة رغم بيانات الصين السلبية، فما السبب؟
شهدت أسعار النفط ارتفاعا كبيرا خلال تعاملات اليوم، على الرغم من سلبية البيانات الصادرة اليوم في الصين، حيث استطاعت عقود النفط الاستفادة بالعديد من الأحداث على الساحة الدولية.
أسعار النفط الآن
ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت بواقع 2.68% لتسجل 87.86 دولارا للبرميل، كما ارتفعت كذلك أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 2.70% لتصل إلى 82.11 دولارا للبرميل.
أبرز العوامل التي أثرت بشكل كبير على تحركات أسعار النفط
شهد النفط بعض العثرات خلال تعاملات الجلسة، حيث أظهرت البيانات تراجعا حادا في طلبات المصانع بالصين خلال نوفمبر، وكذلك انكماش مؤشر مديري المشتريات الخدمي بالصين، مما أثر سلبا على أسعار عقود الخام، ولكنه لم يكن كافيا للتسبب بخسائر.
وعلى الصعيد الآخر، لاقى النفط دعما كبيرا من إعلان روسيا رفضها الرسمي لتصدير النفط إلى أية دول قد تعلن تبنيها أو دعمها لآلية سقف أسعار النفط الروسي المعروف بخام الأورال.
وكانت الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي بجانب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا وكندا قد أعلنوا مساء الجمعة عن آلية تسعير النفط الروسي بحد أقصي يصل إلى 60 دولارا للبرميل، على أن يتم البدء بتطبيق القرار اليوم، الأمر الذي أعلنت روسيا رفضها للخضوع له.
وجاء هذا في الوقت الذي بدأ فيه الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على وارداته البحرية من النفط الروسي، والذي تم الإعلان عنه في يوليو، ودخل حيز التنفيذ اليوم أيضا، مما وضع ضغوطا كبيرة على إمدادات النفط العالمية الشحيحة بالفعل.
ويأتي هذا بعد يوم واحد من قرار تحالف أوبك + بعد اجتماعها يوم الأحد بالإبقاء على مستوى إنتاج أعضائها اليومي من النفط الخام، على الرغم من الخسائر الأخيرة التي شهدها النفط بالجلسات السابقة، ولكن هذا لن يكون كافيا أيضا لتعويض النفط الروسي بالأسواق حال قيام روسيا بمنع تصديره لبعض الدول.
وقد أعلنت أوبك + باجتماعها الماضي خفض إنتاج أعضائها اليومي من النفط بواقع مليوني برميل، بهدف دعم أسعار الخام بسوق النفط العالمية، ويبدو أنها أبقت على مستوى الإنتاج كما هو ترقبا لتداعيات محاولة فرض سقف الأسعار على النفط الروسي.
وصدرت تصريحات روسيا – التي تعد أحد أعضاء أوبك + ومن المفترض أن تلتزم بمستوى الإنتاج المحدد من قبل المنظمة - برفض آلية التسعير الغربية بعد ساعات قليلة من إعلان أوبك لقرار الإنتاج الجديد لشهر ديسمبر أمس.
وفضلا عن هذا، فقد استفاد النفط كذلك من إعلان السلطات في الصين – أكبر مستورد لخام النفط بالعالم – عن تخفيف القيود الوبائية بمزيد من المدن الصينية خلال عطلة نهاية الأسبوع وصباح اليوم، مع إفادة بعض التقارير الإخبارية بأن السلطات قد تعلن عن المزيد من التخفيف بالقيود خلل هذا الأسبوع.
وعززت تلك الأنباء بالصين معنويات المستثمرين في سوق النفط بشأن زيادة الطلب على الخام، خاصة في ظل الضغوط التي تواجهها الإمدادات العالمية، الأمر الذي ساهم بدعم أسعار النفط اليوم أيضا.
ويذكر أن الصين لا تزال أحد حلفاء روسيا، ولم تشارك أو تبدي موافقتها على آلية التسعير المفروضة على النفط الروسي، كما أنها تعد من كبار مستوردي النفط الروسي، وقد قامت برفع حجم وارداتها منه بعد القيود الاقتصادية المفروضة على روسيا خلال الفترة السابقة.
ومن ناحية أخرى، تراجع مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية – بنحو 0.10% على 104.44 نقطة، مما أدى لانخفاض تكلفة النفط بالنسبة للمستثمرين حاملي العملات الأخرى، وعزز الطلب على الخام.