النفط يقفز بقوة وينفض خسائره، فما السبب؟

النفط يقفز بقوة وينفض خسائره، فما السبب؟
النفط الخام

شهدت أسعار النفط ارتفاعا حادا خلال تعاملات آخر جلسات الأسبوع يوم الجمعة، لتستكمل عقود الخام ارتفاعها بعدما تمكنت من تحقيق بعض الأرباح بالجلسة السابقة، ولكن رغم ذلك، فلم يتمكن النفط حتى الآن من محو جميع الخسائر التي تكبدها هذا الأسبوع، ولكنه قد يتمكن من تحقيق ذلك بحلول نهاية تعاملات آخر جلسات الأسبوع الأمريكية.

أسعار النفط الآن

على صعيد التداولات، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.76% لتصل إلى 96.25 دولارا للبرميل، بعدما ارتفعت بنسبة 1.1% بختام الجلسة السابقة.

وفي نفس الوقت، زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 2.93% مسجلة 89.00 دولارا للبرميل، بعد صعودها 0.8% بنهاية جلسة أمس.

وعلى مدار هذا الأسبوع وحتى الآن، انخفض خام برنت بنحو 2%، كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 3%.

أبرز الأحداث التي أثرت على تحركات أسعار النفط

بدأت أسعار النفط تعاملاتها المبكرة بالجلسة الأسيوية على ارتفاع طفيف، مستكملة مسيرة الارتفاع التي بدأتها من الجلسة السابقة إثر التراجع الحاد للدولار الأمريكي الذي عقب صدور بيانات التضخم الأمريكية.

وأظهرت البيانات تباطؤا فاق التوقعات في معدل التضخم الأمريكي، مما عزز توقعات الأسواق بإبطاء الفيدرالي الأمريكي لوتيرة رفع أسعار الفائدة بدءا من اجتماعه القادم، وأدى إلى تحسن معنويات المستثمرين بشأن الطلب على النفط بأكبر مستهلك للخام بالعالم، والتي كانت قد تضررت ودفعت النفط نحو تكبد الخسائر بعد الارتفاع الكبير الذي سجلته مخزونات النفط الأمريكية.

وفي نفس الوقت، دفعت البيانات الدولار نحو الهبوط بشكل حاد – حيث تكبد أسوء خسائه اليومية منذ عدة أشهر – مما أدى إلى خفض تكلفة النفط بالنسبة للمشترين حاملي العملات الأخرى خلاف الدولار، ورفع الطلب على عقود النفط بشكل كبير، مما دفعها نحو محو خسائرها من بداية جلسة أمس والإغلاق على ارتفاع يتجاوز الـ 1%.

وافتتح النفط تعاملات اليوم على ارتفاع طفيف، ولكنه شهد بعد ذلك قفزة كبيرة في أرباحه جراء إعلان السلطات الصينية منذ بضع ساعات عن بعض القرارات بشأن تخفيض شدة القيود الوبائية في البلاد.

وشملت قرارات تخفيف القيود تقصير فترة الحجر الصحي للمخالطين المقربين من المصابين، وكذلك الأمر بالنسبة للمسافرين الوافدين، إلى يومين فقط، فضلا عن إلغاء العقوبات على شركات الطيران التي تسمح بنقل الركاب المصابين.

وجاء هذا على عكس المتوقع من السلطات الصينية، خاصة بعدما سجلت الصين أمس أعلى معدل للإصابات الجديدة خلال عدة أشهر.

وأدت تلك الأنباء إلى بث الآمال لدى المستثمرين بشأن تعافي الطلب على النفط في الصين، أكبر مستورد وثاني أكبر مستهلك لخام النفط بالعالم، لتشهد عقود النفط ارتفاعا كبيرا على خلفية القرارات، مكنها من محو جزء كبير من خسائرها خلال هذا الأسبوع.

وجاءت تلك الأنباء في الوقت الذي تترقب فيه الأسواق دخول قرار الاتحاد الأوروبي بحظر وارداته من النفط الروسي المنقول بحرا حيز التنفيذ يوم 5 ديسمبر القادم، الأمر الذي من شأنه وضع ضغوطات كبيرة على المعروض من خام النفط بالأسواق العالمية، تزامنا مع خوف المستثمرين من أن تقوم أوبك + بخفض إنتاجها مرة أخرى بالاجتماع القادم لدعم أسعار النفط التي تراجعت بشكل هائل من ذروتها في أبريل الماضي.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image