النفط يواصل توسيع أرباحه، والمؤسسات الدولية تتوقع مزيدا من الصعود
استمرت عقود النفط بتوسيع أرباحها خلال تعاملات يوم الثلاثاء مع ترقب المستثمرين لقرار أوبك + بعد اجتماع الدول الأعضاء غدا الأربعاء، وسط بعض الانباء باعتزام المنظمة خفض إنتاج النفط بشكل كبير خلال شهر نوفمبر.
أسعار النفط الآن
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بواقع 0.89% لتصل على 89.67 دولارا للبرميل، بعدما ارتفعت بأكثر من 4% بختام الجلسة السابقة.
كما ارتفعت أيضا العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 0.76% إلى 84.26 دولارا للبرميل، بعد أن ارتفعت بأكثر من 5% بجلسة أمس.
أبرز الأحداث المؤثرة بسوق النفط
أفادت بعض الأنباء التي تم تداولها أمس الاثنين بأن أوبك + تناقش خفض إنتاجها اليومي من النفط خلال شهر نوفمبر القادم بواقع 1 إلى 1.5 مليون برميل، خلال اجتماعها غدا الأربعاء في مدينة فيينا عاصمة النمسا بأول اجتماع شخصي للأعضاء منذ مارس 2020، وسيكون هذا أكبر خفض بإنتاج النفط تقره المنظمة منذ بداية تفشي الوباء عام 2020.
وصرح وزير النفط الكويتي محمد الفارس أمس، نقلا عن وكالة الأنباء الكويتية المملوكة للدولة KUNA، بأن أوبك + ستحرص على اتخاذ قرار الإنتاج المناسب لضمان أمن إمدادات النفط العالمية وخدمة مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء.
وأدى هذا إلى زيادة كبيرة بأسعار النفط الذي شهد تراجعا لأربعة أشهر متتالية، إثر استمرار الإغلاق الوبائية في الصين - أكبر مستورد للنفط - والتي أدت لتباطؤ كبير بالنشاط الاقتصادي وتراجع حاد بمستوى الطلب العالمي على النفط .
هذا كما كانت أسعار النفط قد تضررت بشكل كبير أيضا من الرفع القوي لأسعار الفائدة وارتفاع الدولار الأمريكي، الذي عزز مخاوف تراجع الطلب على النفط بفعل الركود المتوقع.
ومن ناحية أخرى، فقد استفاد النفط بشكل واضح أيضا اليوم من التراجع الحاد للدولار الأمريكي، بعدما أثار الرفع الأقل من المتوقع لاسعار الفائدة الاسترالية حذر ومخاوف المستثمرين بشأن قرار الفيدرالي الأمريكي القادم.
توقعات أبرز المؤسسات المالية لتحركات أسعار النفط
أوضح محللو فيتش سوليوشنز في مذكرة أنهم يتوقعون خفض أوبك+ لإنتاجها من النفط بشكل كبير باجتماع غد، حيث عن هذا لن يساعد فقط في دعم الأسعار وتشديد الأساسيات المادية، بل إنه سيرسل كذلك إشارة هامة للمستثمرين بسوق النفط باستعداد المنظمة لتطبيق المزيد من التخفيضات الكبيرة لدعم أسعار الخام.
ومن ناحيته أوضح جولدمان ساكس أن خفض الإنتاج المتوقع لأوبك + كان مبررا بفعل الانخفاض الحاد بأسعار النفط من مستوياته المرتفعة التي وصل إليها بعد الحرب، وتوقع صعود خام برنت بنحو 13 دولارا للبرميل حال قرار أوبك + بخفض الإنتاج اليومي بواقع مليون برميل أو أكثر، مشيرا لأن المنظمة أصبحت أقوى من أي وقت مضى بفعل نقص الاستثمارات بمصادر الطاقة البديلة.
ومن جانبه، يرى بنك يو بي إس UBS السويسري أنه بحلول نهاية العام، سيشهد النفط العديد من العوامل التي قد تدفعه للصعود، مثل تعافي الطلب الصيني، والمزيد من قرارات خفض الإنتاج بأوبك + ، وموعد نهاية الإفراج عن الاحتياطي البترولي الاستراتيجي الأمريكي، فضلا عن تطبيق حظر واردات النفط الروسية المنقولة بحرا من قبل الاتحاد الأوروبي.