أسعار الذهب ترتفع من جديد وتتجاوز 1,815 دولار، فما الأسباب؟
عادت أسعار الذهب للارتفاع من جديد بعد تراجعها خلال تداولات أمس الإثنين. وتزامن هذا الصعود في أسعار الذهب مع ضعف أداء الدولار الأمريكي خلال اليوم وسط ترقب في الأسواق للبيانات الاقتصادية المنتظرة في الولايات المتحدة. وزادت البيانات الصادرة في الصين صباح اليوم من المخاوف حول تباطؤ الاقتصاد العالمي من جديد مما دعم ارتفاع أسعار الذهب خلال اليوم.
هذا، وصعدت العقود الفورية لمعدن الذهب على أساس يومي بنسبة 0.33%، وبالتالي استطاعت تجاوز مستويات 1,815 دولار للأوقية من جديد بعد تراجعها دون تلك المستويات خلال تداولات أمس. وخلال الساعة الأخيرة، وصلت العقود الفورية لمعدن الذهب إلى مستويات 1,816.75 دولار للأوقية.
في الوقت نفسه، سجلت العقود الآجلة لمعدن الذهب ارتفاعات قوية خلال اليوم حتى صعدت إلى مستويات 1,818.35 دولار للأوقية بعد أن حققت ارتفاع يومي يقدر بنحو 0.34%، وذلك في أعقاب صدور البيانات الاقتصادية في الصين.
وأظهرت توقعات الخبراء في TD Securities إلى إمكانية تباطؤ الاقتصاد العالمي وضعفه من جديد بعد صدور البيانات الاقتصادية الصينية صباح اليوم. فقد جاءت بيانات القطاع التصنيعي وغير التصنيعي أسوأ من توقعات الأسواق بل والأسوأ منذ فبراير 2020 مع بداية جائحة كورونا.
ونظرا لأن الصين هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، فمن المتوقع أن تكون تلك البيانات مؤشرا على تباطؤ محتمل للاقتصاد العالمي، وانعكس ذلك بصورة إيجابية على تحركات الذهب، الذي يلجأ له المستثمرون للتحوط من التقلبات المحتملة في الأسواق.
ووفقا للبيانات الصادرة اليوم، فقد سجل مؤشر مديري المشتريات PMI التصنيعي خلال أغسطس نموا إلى النقطة 50.1، بفارق بسيط عن توقعات الأسواق التي أشارت إلى تسجيل ارتفاع إلى النقطة 50.2. على الجانب الآخر، فقد وصل مؤشر PMI غير التصنيعي إلى النقطة 47.5، ليعود القطاع للانكماش من جديد على عكس توقعات الأسواق التي أشارت إلى تسجيل نموا بحوالي 52.1 نقطة.
كذلك، عزز تراجع مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس أداء العملة أمام سلة من 6 عملات رئيسية، من ارتفاع أسعار الذهب خلال اليوم، حيث وصل المؤشر خلال الساعات الأخيرة إلى مستويات 92.49 بعد أن تراجع بأكثر من 0.20% خلال اليوم.
وجاء هذا التراجع في تحركات الدولار الأمريكي مع ترقب الأسواق لصدور بيانات سوق العمل الأمريكي في نهاية الأسبوع الجاري، وما يسبقها من مؤشرات دالة من شأنها التأثير بقوة على تحركات الدولار الأمريكي. في الوقت نفسه، ما زالت تتوالى تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي حول موعد البدء في تقليص حجم مشتريات الأصول، مما يزيد من الضغوط على تحركات الدولار خلال تداولات اليوم.