أسعار الذهب تواصل التراجع قبيل اجتماع الفيدرالي
تسجل أسعار الذهب تراجعا ملحوظا لليوم الثاني على التوالي، ويأتي ذلك التراجع قبل ساعات من اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي يوليه المتداولين اهتماما كبيرا نظرا لأنه قد يحمل إشارات حول الفترة المتبقة للسياسة النقدية التوسعية التي يتبعها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي منذ اندلاع جائحة كورونا سواء بالنسبة لبرنامج المشتريات أو معدلات الفائدة.
وقد سجل الذهب تراجعا يوميا بنسبة 0.13% ليستقر عند مستويات 1,773.95 دولار، ويأتي ذلك بالتزامن مع ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية لتقترب من أعلى مستوياتها؛ حيث تستقر عائدات سندات الخزانة الأمريكية حاليا عند مستويات 1.63%، وقد عكست عائدات سندات الخزانة الأمريكية بارتفاعها توقعات المستثمرين بأن تصدر تلميحات إيجابية في خطاب جيروم باول حول التضخم وسوق العمل ومن ثم موعد البدء في تغيير السياسة النقدية التوسعية، وتزامن مع ذلك يعود مؤشر الدولار الأمريكي لتسجيل أداء سلبي بنسبة 0.09% ليستقر عند مستويات 90.811 نقطة وذلك بعد أن سجل أداء إيجابي في بداية تداولات اليوم.
من جانب آخر؛ فقد أفادت بيانات إدارة التعداد والإحصاء في هونج كونج بأن صافي واردات الصين من الذهب قد ارتفعت بقوة خلال مارس الماضي لتسجل 16.545 طن في مارس بما يمثل أعلى مستوى واردات للذهب في الصين منذ ديسمبر 2019 وذلك مقارنة بحجم 4.192 طن في فبراير، وقد أوردت وكالة الأنباء الدولية في وقت سابق أن بنك الصين الشعبي قد سمح للبنوك بأن تزيد وارداتها من الذهب.
وكان المجلس الدولي للذهب قد أصدر تقريرا يفيد بأن متوسط التداولات اليومية من الذهب خلال 2019 قد بلغت 145 مليار دولار بما يتجاوز حجم تداولات سندات الخزانة الأمريكية ومؤشر S&P 500 الأمريكي، أما في 2020 فقد نما متوسط حجم تداولات الذهب اليومية بأكثر من الربع.
وجدير بالذكر أن رئيس مجلس إدارة بورصة الذهب والفضة الصينية، هايوود شيونج، قد صرح بأن جائحة كورونا والنمو القوي الذي حققه الاقتصاد الصيني في ظل انكماش باقي الاقتصاديات الكبرى وقوة مشتريات الصين من الذهب ستجعل اليوان الصيني عملة تسعير للذهب منافسة أمام الدولار الأمريكي والجنيه الاسترليني وأن جائحة كورونا سيكون لها أثر إيجابي على الوقت الذي سيستغرقه الاقتصاد الصيني ليتصدر المركز الأول عالميا مكان الاقتصاد الأمريكي.