أسعار الذهب تسجل أكبر تراجع في شهرين، لماذا؟
تتراجع أسعار الذهب صباح اليوم الإثنين خلال التداولات الأسيوية لتواصل أكبر انخفاض لها في شهرين، وذلك بعد انخفاض بأكثر من 4% خلال تداولات نهاية الأسبوع الماضي على خلفية ارتفاع الدولار وعائدات سندات الخزانة الأمريكية. فقد انخفضت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.26% إلى 1,830.60 دولار للأونصة متراجعة إلى ما دون مستوى 1,900 دولار للأونصة، وارتفع الدولار الأمريكي - عادة ما يسلك الذهب اتجاه معاكس لتحركات الدولار. وقد تراحعت أسعار الذهب الفورية بما يصل إلى 0.7% إلى 1,836.30 دولار للأونصة. وكانت قد تراجعت أسعار الذهب بنسبة 3.4% يوم الجمعة، وهي أكبر نسبة تراجع منذ 9 نوفمبر، وهي الآن في طريقها إلى الانخفاض اليومي الرابع على التوالي. وفي ضوء تداولات المعادن الثمينة الأخرى، تراجعت أسعار الفضة بنسبة 2.4% وهبط البلاتين بنسبة 2.3% وكذلك تراجع البلاديوم بنسبة 0.6%. وتجدر الإشارة إلى أن أسعار الذهب قد شهدت التراجع بشكل ملحوظ في نهاية الأسبوع الماضي، حيث أدى الارتفاع في عائدات سندات الخزانة إلى إضعاف جاذبية الذهب، ويأتي ذلك في الوقت الذي تعافى فيه الدولار من أدنى مستوى له منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.
لماذا تهبط أسعار الذهب في أعقاب ارتفاع عائدات السندات؟
لجأ المستثمرون إلى التخلص من الذهب لأن سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تدفع سندات الخزانة لأجل 10 سنوات وعائدات سندات الخزانة لأجل 30 عام إلى الارتفاع. ومن هنا أدرك المستثمرون أنهم يهدرون أموالهم في الاحتفاظ بالذهب، ومن ثم قاموا بتقليص مراكزهم الشرائية الطويلة وقاموا بضخ تلك الأموال لتحقيق عائد أفضل وآمن أكثر. ومع ذلك، فهم لا يتخلصون من كل مراكزهم الشرائية، لأن سياسة الاحتياطي الفيدرالي وفرصة التحفيز المالي الحكومي الإضافي يوفران قاعدة دعم جيدة للمعدن الأصفر.
هذا وقد ظلت عائدات السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات مرتفعة، بعد أن أظهرت البيانات الصادرة يوم الخميس الماضي أن عدد طلبات إعانة البطالة الأولية انخفض إلى 787,000 طلب خلال الأسبوع السابق، بانخفاض عن 790,000 طلب من الأسبوع السابق. ولكن مازالت تعزز التوقعات بالمزيد من الإنفاق المالي الفيدرالي لمساعدة الاقتصاد المتضرر من فيروس كورونا. وفي ضوء البيانات التي قد شهدناها الأسبوع الماضي أيضا، أظهرت المزيد من بيانات التوظيف الأمريكية الصادرة يوم الجمعة أن الوظائف غير الزراعية لشهر ديسمبر قد تراجعت بمقدار 140,000 وظيفة، مقابل التوقعات التي أشارت إلى إضافة 50,000 وظيفة غير زراعية، وأسوأ من القراءة السابقة البالغة 336,000 في نوفمبر. ولكن قد ظل معدل البطالة ثابتا عند 6.7%. وفي هذا السياق، قد صرح الرئيس المنتخب جو بايدن، بأن بيانات يوم الجمعة أظهرت أن الأمريكيين بحاجة إلى مزيد من الإغاثة الفورية الآن وأن سرعة اتخاذ مثل هذا القرار من شأنه مساعدة الاقتصاد بشكل ملحوظ. وتعهد بتقديم مقترحات لتريليونات الدولارات كدعم مالي في الأسبوع المقبل لمكافحة الخسائر الاقتصادية الناجمة عن فيروس كورونا.