استقرار النفط بالقرب من 50 دولار بعد خفض الإنتاج السعودي
استقرت أسعار النفط الخام حول 50 دولار بعد ارتفاعه إلى أعلى مستوى في 10 أشهر على خلفية تعهد المملكة العربية السعودية بخفض مليون برميل إضافية يوميا من إنتاج الخام في فبراير ومارس، حيث أدى تفشي فيروس كورونا الحالي إلى مزيد من إجراءات الإغلاق حول العالم.
وقفزت أسعار النفط بنسبة 4.9٪ يوم الثلاثاء، بعدما توصلت أوبك+ إلى اتفاق بعد يومين من المحادثات لخفض الإمدادات على مدى الشهرين المقبلين، ومهدت الخطوة التي اتخذتها المملكة العربية السعودية الطريق أمام المنتجين الآخرين للحفاظ على الإمدادات ثابتة ولروسيا وكازاخستان لرفع الإنتاج بمقدار 75000 برميل يوميا في كل من فبراير ومارس.
ويأتي تعهد المملكة، الذي وصفه نائب رئيس الوزراء الروسي بأنه هدية العام الجديد لسوق النفط، وسط المزيد من طلبات البقاء في المنزل وقيود السفر للسيطرة على انتشار العدوى بفيروس كورونا، ومددت ألمانيا إغلاقها، وأعلنت اليابان عن عدد قياسي من الحالات اليومية المصابة.
وتواجه أوبك+ توقعات معقدة للطلب لأنها تقرر كيفية المضي قدما في خطة الإنتاج شهرا بعد شهر بسبب أزمة فيروس كورونا الحالية و ظهور سلالة فيروس كورونا الجديدة الأسرع انتشارا، فى الوقت ذاته هناك مؤشرات على أن أجزاء من الاقتصاد العالمي بدأت في العودة مع تعافى مؤشر التصنيع في الولايات المتحدة الشهر الماضي بأسرع وتيرة منذ عام 2018، لكن المجالات الأخرى التي بدا أنها تتعافى تتأرجح الآن، وقالت مجموعة غولدمان ساكس إن خطوة السعودية تعكس على الأرجح توقعات زيادة ضعف الطلب على النفط.
ويرى الخبراء أن الخفض بمقدار مليون برميل يوميا لا يمكن الاستهزاء به وسيؤدي إلى إعادة السوق إلى عجز في الإمدادات في الربع الأول على الأقل، حتى لو كان الطلب ينخفض قليلا بسبب سلالة كورونا الجديدة ، واضافوا أن الرسالة الآن عالية وواضحة أن المملكة العربية السعودية موجودة لحماية التوازن الهش في هذا السوق.
ويمنح القرار السعودي بعض المجال لصناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة لبدء اقتناص حصتها في السوق، على الرغم من أن الصعوبات المالية بسبب فيروس كورونا وتوقعات المستثمرين لا تزال عقبات قائمة.
وأفاد معهد البترول الأمريكي أن مخزونات الخام الأمريكية تراجعت بمقدار 1.66 مليون برميل الأسبوع الماضي، وفقا لأشخاص مطلعين على البيانات، والتي ستكون رابع انخفاض أسبوعي على التوالي إذا تأكدت ذلك من خلال الأرقام الرسمية المقررة الأربعاء. وأبلغ معهد البترول الأمريكي عن قفزات حادة في مخزونات البنزين ونواتج التقطير، ومع ذلك، فهذه علامة على أن الفيروس يحد من الطلب على الوقود.