كيف تأثرت أسعار الذهب بقرار توقيع حزمة التحفيز الأمريكية؟
بدأت أسعار الذهب تداولات الأسبوع اليوم الإثنين على صعود قرابة المستويات 1,900 دولار للأوقية مدعومة من الأنباء المتعلقة بحزمة التحفيز المالي الإيجابية، فقد أفادت معظم التقارير التي صدرت عن وكالات الأنباء عالميا، بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قام بالتوقيع على اتفاق حزمة التحفيز المالي الأمريكية والتي تصل إلى 2.3 تريليون دولار أمريكي وتنقسم إلى 1.4 تريليون دولار تمول من قبل قانون تمويل الحكومة، مع تمديد مشروع الإغاثة بقيمة 9 تريليون دولار تخصص تحديدا لمواجهة تداعيات فيروس كورونا على الأعمال والأسر داخل الولايات المتحدة .
وتعد حزمة التحفيز المالي لها أهمية كبرى في دعم تعافي الاقتصاد الأمريكي ودعم تمويل الأسر والأعمال في ظل جائحة كورونا، مما سيوفر السيولة اللازمة لاستمرار النشاط الاقتصادي. ورغم إيجابية هذه الخطوة إلا أن زيادة السيولة في الأسواق تضغط على قيمة الدولار الأمريكي مما يسبب انخفاضه مقابل العملات الرئيسية الأخرى وبالتالي يدعم صعود أسعار الذهب كما صعدت في وقت سابق من بداية اليوم.
ورغم هذه الإيجابية المتعلقة بحزمة التحفيز المالي، لكن لم يستطع الذهب مواصلة الارتفاع ليعود للتراجع مرى أخرى قرب المستويات 1,885 دولار للأوقية مواجها مستويات دعم قوية يعززها المخاوف المتعلقة بتداعيات فيروس كورونا الاقتصادية عالميا وسط استمرار أعداد مصابي فيروس كورونا في الارتفاع، وحالة عدم اليقين التي تجعل المستثمرين يلجأون للاستثمار في الذهب باعتباره سلعة ملاذ أمن تضمن تحوطهم ضد مخاطر الأسواق.
وهنا يجدر ذكر أن تراجع أسعار الذهب متوقع خلال اليومين المقبلين مع انخفاض معدلات السيولة في الأسواق بسبب عطلات أعياد الميلاد، حيث تغلق معظم البنوك المركزية في معظم دول العالم، وعادة حالة الهدوء التي تسيطر على الأسواق في تلك الفترة من كل عام قد يصاحبها تحركات غير متوقعة في ظل انخفاض أحجام السيولة لذا يفضل الحذر عند التداول.
وبالتالي قد تعتمد تحركات أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة على تطورات فيروس كورونا ولقاح كورونا المنتظر، وذلك بالتزامن مع أي مستجدات متعلقة بالعلاقات الجيوسياسية عالميا أو داخليا في الولايات المتحدة.