النفط يحاول الحفاظ على مكاسبه مع بداية تداولات يوم الأربعاء

استقرت أسعار النفط الخام اليوم الأربعاء بعد تحقيق زيادة مفاجئة لمخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة، حيث يحاول النفط الخام الحفاظ على مكاسبه مع استمرار قلق المستثمرين بشأن تقلص الطلب على النفط الخام وسط عمليات إغلاق أشد عبر أوروبا لمواجهة جائحة فيروس كورونا.

وسجلت العقود الأجلة لخام برنت 50.81 دولارا للبرميل، واستقرت العقود الأجلة لخام النفط الأمريكي عند 47.61 دولارا للبرميل.

وتكافح أسعار النفط الخام للصعود بعد تأثرها بأخبار زيادة مخزونات النفط الأمريكية التي سجلت الزيادة الثانية على التوالي، وجاءت بيانات معهد البترول الأمريكي مسجلة تضخم مخزونات النفط الخام بمقدار مليوني برميل خلال الأسبوع المنتهي خلال 11 ديسمبر لتصل إلى حوالي 495 مليون برميل عكس ما توقعه المحللون بتسجيل انخفاض 1.9 وفقا لتقرير نشرته رويترز، وتجدر الإشارة إلى أننا ننتظر اليوم البيانات الرسمية لمخزونات النفط الأمريكي من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

وحذرت وكالة الطاقة الدولية أمس الثلاثاء من أن بداية طرح اللقاحات هذا الشهر لمكافحة جائحة فيروس كورونا لن يصلح بسرعة الدمار الذي حدث للطلب العالمي للنفط الخام وعدلت وكالة الطاقة الدولية تقديراتها لطلبات النفط هذا العام بمقدار 50 ألف برميل يوميا وللعام المقبل بمقدار 170 ألف برميل يوميا، وأضافت الوكالة الدولية للطاقة أيضا أن ندرة استخدام وقود الطائرات مع انخفاض عدد المسافرين جوا لازال يضعف معدلات استهلاك النفط الخام ليستمر قلق المستثمرين من ضعف الطلب على النفط الخام وضعف استمرار ارتفاع الأسعار.

ومع ذلك، استمر إطلاق لقاحات فيروس كورونا يوم الثلاثاء بعد أن بدا أن لقاح فيروس كورونا من شركة مودرنا جاهزا لأخذ تصريح الاستخدام الطارئ من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية هذا الأسبوع، كما وسعت الولايات المتحدة طرح لقاح فيروس كورونا المعتمد حديثا الذي طورته شركة فايزر إلى مئات من مراكز التوزيع الإضافية، لتلقيح الآلاف من العاملين في مجال الرعاية الصحية ومن المتوقع أن يصل إلى عامة الناس خلال الأشهر القادمة، وهو ما يدعم عودة الاقتصاد الأمريكى إلى معدلات التشغيل الطبيعية و دعم الطلب على النفط الخام وأسعاره.

كما أفاد قادة الكونجرس الأمريكي بتحقيق تقدم كبير يوم الثلاثاء بعد اجتماعين لكبار الديمقراطيين والجمهوريين لإنهاء المواجهة المستمرة منذ أشهر بشأن التحفيز المالي لمواجهة تداعيات فيروس كورونا ووضع اللمسات الأخيرة لمشروع قانون التمويل لتجنب إغلاق الحكومة وهو ما دعم أسعار النفط الخام للحفاظ على مكاسبه خلال الأيام الماضية، وينتظر مستثمرين النفط تلك الحزمة المالية ليساعد الاقتصاد الأمريكي على التعافي مما سينعكس بالإيجاب على معدلات طلب النفط.

وعلى نفس الصعيد توقفت المملكة العربية السعودية عن الكشف عن الإيرادات المتوقعة من النفط، قائلة إنها لا تستطيع تقديم أدلة حول سياسة توزيع أرباح أرامكو الحالية، وتعتمد المملكة على مدفوعات أرامكو أكبر شركة نفط في العالم، للمساعدة في سد عجز ميزانيتها ودعم الاقتصاد الذي تضرر هذا العام بسبب أزمة فيروس كورونا وانهيار أسعار النفط الخام. لتستمر حالة عدم اليقين في الأسواق وتأرجح معنويات المستثمرين بين التفاؤل والتشاؤم حول استمرار صعود الأسعار.