تراجع أسعار النفط في افتتاح الأسبوع ...فما الأسباب وراء ذلك؟
تراجعت أسعار النفط بأكثر من 1% اليوم الإثنين بعد أن سجلت أدنى مستوياتها منذ يوليو، حيث أجرت المملكة العربية السعودية أعمق تخفيضات شهرية في الأسعار للإمدادات إلى آسيا في خمسة أشهر وتباطأ التفاؤل بشأن تعافي الطلب وسط الوباء. وخفضت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، سعر البيع الرسمي لشهر أكتوبر للخام العربي الذي تبيعه إلى آسيا بأكبر قدر منذ مايو، مما يشير إلى استمرار ضعف الطلب. وتعتبر آسيا هي أكبر أسواق المملكة العربية السعودية حسب المنطقة.
وسجل خام برنت انخفاضا بنسبة 0.95% ليصل سعره إلي 41.913 دولار للبرميل ، بعد أن نزل في وقت سابق إلى 41.51 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ 30 يوليو. وانخفض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.49%، إلى 38.84 دولارا للبرميل بعد أن انخفض في وقت سابق إلى 38.55 دولارا، وهو أدنى مستوى منذ 10 يوليو.
وعلى الرغم من تخفيضات الإمدادات من قبل منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك وحلفائها أوبك +، وجهود الحكومات لتحفيز الاقتصاد العالمي والطلب على النفط فلا يزال يوجد عرض زائد في أسواق النفط الخام العالمية. ونتيجة لذلك، خفضت المصافي إنتاجها من الوقود، مما دفع منتجي النفط مثل المملكة العربية السعودية إلى خفض الأسعار لتعويض انخفاض الطلب على النفط الخام.
وجاء قرار خفض السعودية لأسعار النفط الخام بالتزامن مع انكماش واردات الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم والتي تدعم الأسعار بمشتريات قياسية، من معدلات استهلاكها في أغسطس وزادت صادراتها من المنتجات، وفقا لبيانات اليوم الإثنين. وأيضا يزيد ضغط النفط الخام، التوقعات بانخفاض واردات الصين من النفط الخام في شهري سبتمبر وأكتوبر والتي من المقر أن تنخفض للمرة الأولى في خمسة أشهر حيث يكافح مشترو النفط لإيجاد مساحة لتخزين كميات قياسية من النفط الخام كانت موجودة.
وأدت التوقعات الضعيفة للطلب العالمي على النفط إلى إحياء المخاوف بشأن بطء وتيرة التعافي من جائحة فيروس كورونا المستجد. وفي غضون ذلك، خففت مجموعة أوبك + تخفيضات الإنتاج إلى 7.7 مليون برميل يوميا في شهر أغسطس بعد تحسن أسعار النفط العالمية من أدنى مستوياتها التاريخية الناجمة عن جائحة فيروس كورونا الذي أدى إلى خفض الطلب على الوقود.
وكان من المفترض أن تكون أسعار النفط مدعومة بالبيانات الصناعية الإيجابية لكل من الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلي تراجع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة للأسبوع السادس على التوالي ، والذي كان من المفترض أن يكون دافع إيجابي لأسعار النفط الخام وهو الذي لم يحدث.
وقد صرح وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك في وقت سابق أن الطلب العالمي على النفط قد ينخفض ما بين تسعة إلى عشرة ملايين برميل يوميا هذا العام بسبب تأثير جائحة كوفيد-19. وتماشى ذلك مع توقعات الشهر الماضي من قبل منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك التي شهدت تراجع الطلب العالمي على النفط بمقدار 9.06 مليون برميل يوميا هذا العام.
هذا وقد تضرر الطلب على النفط الخام بسبب الوباء، الذي فرض عمليات إغلاق في جميع أنحاء العالم وأدى إلى انخفاض حاد في استهلاك الوقود. وتجدر الإشارة إلي أن منظمة أوبك قررت تأجيل اجتماع المنظمة في ذكرى الإحتفال الستين للمنظمة بسبب القيود المرتبطة بالوباء. وكان من المقرر عقد الاجتماع هذا الشهر في بغداد، حيث تأسست منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك في عام 1960 خلال مؤتمر للنفط.