تمر الأسواق خلال الفترة الحالية بعدد من المؤثرات التي تؤثر في حركتها سلبا أو على الأقل تحصر نطاق حركتها بشكل ضيق، وهي مجموعة متنوعة من المؤثرات، جانب منها يتعلق بالاقتصاد وآخر يتعلق بالشق الجيوسياسي كما يقال، فأما الجانب المتعلق بالشق الاقتصادي فيأتي من تفاقم مخاوف الأسواق بشأن تعافي "الصين" ثاني أكبر اقتصاد في العالم، حيث يرى المستثمرون أنه رغم كل التحفيزات التي بذلتها الحكومة الصينية أخيرا إلا أنها قد تفشل في دعم الاقتصاد المتعثر.
وفي نفس السياق قالت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين، إن الضغوطات على أداء الاقتصاد آخذة في الازدياد، ما أثار قلق الأسواق من أن حزمة التحفيزات الصينية لإنعاش الحالة الاقتصادية -حتى الآن- قد لا تكون كافية لتحقيق النمو الاقتصادي المنشود، لذلك هبطت مؤشرات الأسهم الصينية يوم الثلاثاء الماضي بوتيرة حادة، وشهد مؤشر هانج سينج أسوأ أداء يومي له منذ 2008، هذا الهبوط القاسي يعد انعكاسا لما صدر من أخبار من جهات رسمية داخل الصين، وكما يقال إذا عطس التنين الصيني أصيبت بقية العالم بالرشح!
كما جاء هذا الأسبوع بيان مؤشر الثقة الاقتصادية RCM/TIPP الذي يصدر بصفة شهرية عن الولايات المتحدة متراجعا بأكثر من التوقعات، حيث كانت القراءة الأخيرة عند 46.9 بينما كانت التوقعات تشير إلى تسجيله لـ 47.2، ورغم عدم أهمية المؤشر لدى البعض إلا أنه يبقى أحد المؤشرات التي تقيس حالة الاقتصاد، وبالتالي تزامن هذا التراجع للمؤشر مع الأخبار المتعلقة بالجانب الصيني، دفع الأسواق إلى التهدئة بانتظار اجتماع محضر الفيدرالي الأمريكي هذا الأسبوع. والبحث عن أي تلميحات حول السياسة النقدية وأسعار الفائدة في اجتماعه مطلع نوفمبر الشهر المقبل، وتشير التوقعات بنسبة 83% حتى الآن إلى خفض الفائدة بنحو نصف نقطة، بينما تشير باقي التوقعات بنسبة 17% إلى تخفيضها بنحو ربع نقطة. لذلك فإن وجود إشارات ضعف في أكبر اقتصادين في العالم، الولايات المتحدة تليها الصين في المرتبة الثانية، يثير القلق ويعمق من تزايد حالة عدم اليقين لدى المستثمرين.
ومن جانب الشق الجيوسياسي فقد ارتفعت أسعار خام برنت أكثر من 16% خلال أسبوع واحد لتتجاوز مستوى 81 دولارا للبرميل، قبل أن تتراجع لمستوى 77، هذا الارتفاع كان مدفوعا بالأحداث العسكرية التي حدثت في منطقة الشرق الأوسط، وخشية الأسواق من أن تتضرر الحقول أو الممرات النفطية في المنطقة التي تغذي نحو 20% من الاستهلاك العالمي، كما أن استمرار ارتفاع النفط يعزز من عودة التضخم مجددا، الذي للتو بدأ الفيدرالي في الاقتراب من ترويضه وإعلان الانتصار عليه لحد كبير، كما أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية على الأبواب ولن يخدم تفاقم الأزمة في هذا التوقيت كلا المرشحين.
كما أن شهر أكتوبر يعد ضمن الأشهر التي تتميز بالتقلبات بالنسبة إلى أسواق الأسهم، بل تشير البيانات التاريخية إلى أن شهر أكتوبر يُصنف كأسوأ شهر من حيث الأداء في سنوات الانتخابات في كل من مؤشر داو جونز الصناعي ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 ومؤشر ناسداك.
ومن الجانب الفني تجدر الإشارة إلى أن مؤشر الإس آند بي 500 وكذلك الناسداك يسيران وفق نموذج فني سلبي "وتد صاعد" على الفاصل اليومي، وأي كسر للأسعار أسفل هذا النموذج سيقود السوق الأمريكية وبقية الأسواق إلى تراجعات واضحة، وستستبق الأسواق بحركتها أي أخبار أو أحداث تسهم في تحقق النموذج أو فشله.
نقلا عن صحيفة الاقتصادية
آخر وأحدث التحليلات
الندوات و الدورات القادمة
بناء عقلية مرنة للتداول لتحقيق النجاح على المدى الطويل
- الثلاثاء 07 يناير 08:30 م
- 120 دقيقة
- أ. فادي رياض
مجانا عبر الانترنت
استراتيجيات قوية للتغلب على الأزمات الاقتصادية
- الاربعاء 08 يناير 08:30 م
- 120 دقيقة
- أ. محمد جابر
مجانا عبر الانترنت
الطريقة الرقمية وتطبيقاتها على الأزواج المختلفة
- الخميس 09 يناير 08:30 م
- 120 دقيقة
- أ. شانت بدزيكوف
مجانا عبر الانترنت