profile photo

خلال تعاملات الفترة الماضية، تراجعت العملة الأوروبية الموحدة اليورو بكل قوة لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ ديسمبر 2002 أمام الدولار الأمريكي، وهو ما جعل العديد من المستثمرين يتحدثون عن هذا الانهيار، وهل حدث ذلك نتيجة قوة الدولار أم ضعف اليورو، وإلى متى يستمر هذا الهبوط القوي والواضح لليورو أمام العملة الأمريكية، وللإجابة عن هذه التساؤلات، نسرد لكم بعض التفاصيل:

أولا: تفسير قوة الدولار الأمريكي الواضحة

سجل الدولار الأمريكي ارتفاعات كبيرة وواضحة أمام مختلف العملات الرئيسية ووصل مؤشر العملة الخضراء إلى أعلى مستوى له منذ عام 2002 تزامنا مع استفادة الدولار من تسريع وتيرة التشديد النقدي الأمريكي ورفع معدل الفائدة بنسبة 0.75% وهي أكبر وتيرة منذ 1996 بسبب التضخم المرتفع للغاية.

وعزز الدولار الأمريكي ارتفاعاته خلال تعاملات هذا الأسبوع مستفيدا من صدور بيانات التضخم الأمريكية والتي سجلت نحو 9.1% على أساس سنوي بنهاية يونيو الماضي، وهو أعلى معدل للتضخم الأمريكي منذ 40 عام، وهو ما عزز التفاؤل بالأسواق حيال رفع الفائدة الأمريكية بكل قوة خلال اجتماع الفيدرالي المقبل وبنسبة قد تصل إلى 1% تقريبا، حيث يحاول الاحتياطي الفيدرالي كبح معدل التضخم المرتفع للغاية، وهذا بدوره يعزز قوة الدولار الأمريكي.

ثانيا: لماذا ضعف اليورو؟

وعلى الجانب الاَخر، تراجعت العملة الأوروبية بقوة متضررة من ارتفاع التضخم الأوروبي بكل قوة خلال الفترة الماضية، حيث سجلت التقديرات الأولية لمؤشر التضخم الأوروبي على أساس سنوي ارتفاعا بنسبة 8.6% بنهاية شهر يونيو الجاري، مقابل التوقعات التي أشارت إلى نموه بنسبة 8.5%، بينما كانت القراءة السابقة لمؤشر التضخم الأوروبي قد سجلت 8.1% بنهاية شهر مايو.

ورغم ارتفاع التضخم الأوروبي، إلا أن البنك المركزي الأوروبي لا يزال يبقي على السياسة النقدية التسهيلية حتى الاَن، وسط توقعات بأن يتجه البنك إلى رفع الفائدة خلال اجتماع يوليو بنسبة طفيفة، ثم قد يرفع الفائدة بنسبة 0.5% خلال سبتمبر، ومع إصرار المركزي الأوروبي على التدرج في تشديد السياسة النقدية الأوروبية، فإن اليورو هو أكثر المتضررين من هذه السياسات بسبب ضعف جاذبية حيازته مقارنة بالعملات الأخرى في ظل التضخم الأوروبي المرتفع وانخفاض الفائدة الأوروبية.

ثالثا: إلى أي مدى قد يستمر ضعف اليورو؟

من المرجح أن يستمر ضعف اليورو خلال الفترة المتبقية من العام الجاري أمام الدولار وبخاصة وأن الاحتياطي الفيدرالي لا يزال يواصل تسريع رفع الفائدة وبوتيرة قوية للغاية للسيطرة على التضخم المرتفع رغم مخاوف ركود الاقتصاد الأمريكي، بينما على الجانب الاَخر، وكما ذكرنا أعلاه، فإن المركزي الأوروبي يصر على موقفه من التدرج في تشديد السياسة النقدية وبوتيرة بطيئة للغاية بسبب مخاوف من أن رفع الفائدة قد يؤدي لأزمة ديون أوروبية جديدة بسبب ارتفاع تكاليف الاستدانة، وهذا بدوره يسبب إحراجا للعملة الأوروبية الموحدة وقد يستمر ذلك حتى نهاية العام.

وبالتالي، فإنه على الأرجح، فقد يواصل الدولار الأمريكي أداءه القوي أمام اليورو ونشهد مستويات قياسية منخفضة جديدة لليورو أمام الدولار هذا العام حتى يقرر المركزي الأوروبي التدخل لإنقاذ العملة الأوروبية الموحدة. 

الندوات و الدورات القادمة

أ. فادي رياض
أ. فادي رياض

بناء عقلية مرنة للتداول لتحقيق النجاح على المدى الطويل

  • الثلاثاء 07 يناير 08:30 م
  • 120 دقيقة
سجل اﻵن

مجانا عبر الانترنت

أ. محمد جابر
أ. محمد جابر

استراتيجيات قوية للتغلب على الأزمات الاقتصادية

  • الاربعاء 08 يناير 08:30 م
  • 120 دقيقة
سجل اﻵن

مجانا عبر الانترنت

أ. شانت بدزيكوف
أ. شانت بدزيكوف

الطريقة الرقمية وتطبيقاتها على الأزواج المختلفة

  • الخميس 09 يناير 08:30 م
  • 120 دقيقة
سجل اﻵن

مجانا عبر الانترنت

large image