بيانات التوظيف الأمريكية لا تعني انتهاء صعود الدولار، إليكم الأسباب

اتفق مع الجميع أن القراءة المفاجئة الضعيفة لإضافة الوظائف بالقطاع غير الزراعي الأمريكي بمقدار 38 ألف وظيفة فقط يعني أنه لا مجال للاحتياطي الفيدرالي لكي يقوم برفع الفائدة هذا الشهر وكلنا نعرف أن توقعات الأسواق هي المقياس الحقيقي لتحركات الأسواق فبعد أن زادت توقعات الأسواق برفع الفيدرالي الأمريكي معدلات الفائدة بعد تصريحات أعضاء اللجنة ولا سيما تصريحات يلين التي رفعت نسبة التوقعات إلى حوالي 40% جاءت بيانات التوظيف لتطيح بها وتنخفض مرة أخرى إلى 4% فقط ولهذا تراجع الدولار بشكل قوي خاصة وأن البيانات لم تفي بالشروط التي أشرت إليها قبل صدور بيانات التوظيف ولكن هل يعني ذلك انتهاء صعود الدولار وبداية الهبوط؟ لا اعتقد ذلك. 

فإذا نظرنا إلى الوضع الاقتصادي بشكل عام نلاحظ أنه لا يزال يحافظ على قوته بل وأن البطالة تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2007 عند 4.7% والتضخم يحافظ على ارتفاعه حتى وإن كان بوتيرة بطيئة بنسبة 1.1% خلال الشهر الماضي ومعدلات الإنفاق الاستهلاكي كانت إيجابية وبدا ذلك في مبيعات التجزئة بنسبة 1.3% والعديد من البيانات الأخرى التي قد تجعل الفيدرالي لا يركز على مجرد قراءة سلبية لشهر واحد فقط لكن بالطبع ستجعله أكثر حذرًا في رفع الفائدة وهو ما يزيد مخاطر خفض توقعاته لمسار الفائدة  خلال الأعوام القادمة مرة أخرى في 15 يونيو ولكن هذا يعني أنه مستمر في وتيرة التشديد وأنه سيعود بالحديث عن رفع الفائدة مرة أخرى أن استمر تحسن البيانات الاقتصادية فإذا جاءت بيانات التوظيف إيجابية في الشهر القادم وخاصة التغير في أعداد الوظائف بالقطاع غير الزراعي أي فوق المستوى 100 ألف ستنسى الأسواق قراءة شهر مايو وتبدأ من جديد الاستعداد لرفع الفائدة وهذا ما سوف يدعم الدولار مرة أخرى فكما قلت هذه القراءة لا تعكس بالمرة ضعف سوق العمل وإنما هي قراءة شهر واحد والسبب في أنها أثرت على الدولار بهذا الشكل أنها أطاحت بتوقعات رفع الفائدة هذا الشهر. 

,ومن الناحية الفنية كما أشرت سابقًا فإن حفاظ مؤشر الدولار على استقرار أعلى المستوى 92.40 يدعم حفاظه على الاتجاه الصاعد فهذا هو الفاصل لاتجاه الدولار. شخصيًا أقوم بشراء الدولار في مايو واتخلص منه نهاية الشهر ....التفاصيل من خلال نفس المقال السابق، ولهذا اعتقد أن شهر يونيو الحالي هو ليس شهر شراء الدولار وسيحتاج الدولار بعض الوقت مع تحسن البيانات الاقتصادية بالنصف الثاني من العام ليستعيد بريقه مرة أخرى.