ما تعنيه قرارات الفيدرالي الأمريكي للدولار

بعد أن قرر الفيدرالي الأمريكي رفع الفائدة بالأمس من 2.00% إلى 2.25% تراجع الدولار الأمريكي بشكل طفيف بعدما أسقط بيان الفائدة جملة "السياسة النقدية تظل تسهيلية" وهو ما يشير إلى أن الفيدرالي الأمريكي بات يرى أن السياسة النقدية الحالية لم تعد تسهيلية وهذا يشير إلى اقتراب معدلات الفائدة من مستوياتها الطبيعية وبالتالي لن يضطر الفيدرالي إلى تسريع وتيرة رفع الفائدة.

صرح باول محافظ الفيدرالي الأمريكي في وقت لاحق خلال المؤتمر الصحفي أن حذف هذه الجملة لا يعني تغير جذري في السياسية ولكنها تظهر الاتساق مع التوقعات، وأنه في حال تسارع وتيرة ارتفاع التضخم فسوف يقدم الفيدرالي على تسريع وتيرة رفع الفائدة، الأمر الذي قلل من الضغوط البيعية على الدولار ومهد الطريق أمام المزيد من الارتفاع المدعوم بانضمام المزيد من أعضاء الفيدرالي إلى صفوف رفع الفائدة خلال ديسمبر من ثمانية أعضاء إلى 12 عضو، علاوة على رفع توقعات النمو خلال العام الجاري.

بالرغم من خفض الفيدرالي توقعاته للتضخم الاستهلاكي العام المقبل إلا أن التعريفات الجمركية المفروضة على الواردات قد يؤدي إلى تسارع وتيرة الارتفاع ولهذا ستكون مؤشرات الأسعار خلال الشهور المقبل بمثابة إشارات هامة في تحديد احتمالات عدد مرات رفع الفائدة العام المقبل، وإن كنت أرى أن مسيرة الارتفاع الحالية للدولار اقتربت من نهايتها سواء من الناحية الأساسية أو الفنية.

إذا نظرتنا إلى دورات ارتفاع الدولار منذ أول قرار برفع الفائدة منذ الأزمة المالية العالمية في ديسمبر 2015، سنلاحظ أن عادة ما يسجل الدولار ارتفاعًا خلال الربع الأخير من العام مدعومًا بتوقعات رفع الفائدة إلا أن هذه المرة مع تسعير الأسواق قرارات رفع الفائدة لم يستطيع مؤشر الدولار تكرار ما حدث ولهذا أصبح الدولار عرضة لمخاطر أي بيانات سلبية خلال الفترة القادمة، لهذا أفضل استغلال تراجعات اليورو دولار الحالية للشراء من مستويات دعم قوية باستهداف مستويات 1.20 خلال الشهور المقبلة.