ما السيناريوهات المحتملة لقرارات الفيدرالي وكيف تؤثر على الأسواق؟

تترقب أسواق العملات وبخاصة متداولي الدولار صدور قرارات الفيدرالي الأمريكي المرتقبة بشأن السياسة النقدية، والتي سيعقبها المؤتمر الصحفي لمحافظ البنك، جيروم باول، للتعليق على هذه القرارات، نظرا لأنها سيكون لها تأثير قوي على تحركات الأسواق المالية العالمية، وفي ضوء هذه القرارات المرتقبة، توجد عدة سيناريوهات مختلفة لهذه القرارات وفيما يلي أبرزها:

السيناريو الأول: يتمثل في قيام البنك الاحتياطي الأمريكي برفع الفائدة بنسبة 0.25% فقط هذا الاجتماع، ولكن بيان الفائدة، والمؤتمر الصحفي لمحافظ البنك، قد يتحدث عن أن إبطاء رفع الفائدة بسبب هدوء ضغوط التضخم وتزايد المخاوف الاقتصادية بشأن الركود الاقتصادي، ثم قد يلمح الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بالاستمرار في إبطاء وتيرة رفع الفائدة خلال الفترة المقبلة، وهذا السيناريو في حالة حدوثه، قد يكون له تأثير سلبي قوي على الدولار بشكل واضح، وعلى النقيض، قد يشهد الذهب والعملات الرقمية وسوق الأسهم الأمريكية ارتفاعات قوية.

بينما السيناريو الثاني، هو قيام الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة بنحو 0.25% لترتفع بذلك إلى مستوى 4.75%، ولكن قد يواصل الفيدرالي الأمريكي تأكيده على أنه قد يستمر في رفع الفائدة بالاجتماعات المقبلة وأن وتيرة رفع الفائدة سوف تعتمد على البيانات الصادرة لاحقا، وهذا السيناريو قد يحدث وليس مستبعد حاليا في ضوء البيانات الاقتصادية الأخيرة، وهذا السيناريو سيقدم دعما طفيفا لمؤشر الدولار وقد ينعكس ذلك بشكل سلبي على الذهب والعملات الرقمية وأسواق وول ستريت.

بينما السيناريو الثالث والأخير، ولكنه مستبعد في الوقت الراهن، هو قيام الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة بنحو 50 نقطة أساس ومفاجأة الأسواق، والتحدث عن قوة الاقتصاد الأمريكي، واستمرار التضخم المرتفع، وأنه سيواصل بكل قوة رفع الفائدة حتى يعود التضخم نحو الهدف، وهذا السيناريو قد يكون له تأثير إيجابي للغاية على تحركات الدولار أمام العملات، وعلى العكس، سينخفض كل من الذهب والعملات الرقمية بكل وضوح.

نظرة على مؤشر الدولار في ضوء السيناريوهات المتوقعة:

ا

يتداول مؤشر الدولار حاليا قرب مستوى 102 نقطة تقريبا ويترقب صدور قرارات الفيدرالي الأمريكي، وفي ظل السيناريوهات المتوقعة، فإن السيناريو الإيجابي السلبي للدولار قد يجعل المؤشر يتراجع أدنى المستوى الحالي ويتجه إلى مستويات الدعم قرب مستويات 101.50 نقطة، ثم إلى 101 نقطة، وربما قد يستمر الهبوط نحو مستوى 100 نقطة، وهو أدنى مستوى لمؤشر الدولار منذ أبريل 2022.

أما السيناريو الثاني والإيجابي للدولار بنحو طفيف، قد يجعل مؤشر الدولار يستقر قرب مستويات 102 نقطة كما هو، أو على أقل تقدير سيواصل الصعود بشكل طفيف قرب مستويات 102.50 نقطة، ويستمر في هذا النطاق حتى صدور بيانات التوظيف الأمريكية بنهاية هذا الأسبوع.

بينما السيناريو الثالث والإيجابي للغاية لمؤشر الدولار والذي يقوم فيه الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة بنحو 50 نقطة أساس، فقد يصعد بمؤشر الدولار مجددا نحو مستويات 103.30 نقطة، ثم قد يستمر الصعود نحو مستوى 104 نقطة، وربما أعلى من ذلك، إذا كانت إشارة الفيدرالي قوية بأنه لن يقبل باستمرار التضخم المرتفع وبأنه سيأخذ معدل الفائدة النهائي إلى مستويات مرتفعة للغاية.