الليرة التركية - مستويات محفوفة بالمخاطر أمام الدولار....
الاثنين 16 مايو 2022 12:03ماجتازت الليرة التركية خلال 9 من هادا الشهر مستويات 15.00 التي لطالما تم اعتبارها مستويات مقاومة يتم الدفاع عنها من طرف المركزي التركي. جاء هدا الإغلاق فوق مستويات 15 على نحو غير متوقع حيث أشارنا في تحليل الأسبوع الماضي أنه بالرغم من هدا التجاوز إلا أن احتمال الرجوع أدنى مستويات 15 كبيرة و هدا ما لم يحصل استنادا إلى تحرك المركزي التركي من مستويات 14.5 إلى 15 في سبيل تقليص التراجع المستمر و البطئ لليرة التركية.
يبدوا أنه كان من الضروري السماح بتمديد الاتجاه الصعودي للدولار مقابل الليرة التركية فوق مستويات 15 في ظل السياسة التشددية للفيدرالي الأمريكي الذي لا يترك مجالا لعملات الأسواق الناشئة للالتقاط أنفاسها في خضم التوترات الجيسوسياسية التي عمقت أزمة الدول في التعامل مع التضخم الذي تحفز لبلوغ مستويات قياسية في كل من أمريكا و أوربا و باقي الدول. إلا أن هده الدول بالرغم من تأخرها في ممارسة تشديد للسيطرة على التضخم, ارتأت أنه من المناسب الاستعجال برفع أسعار الفائدة بكل من أمريكا و بريطانيا, في حين ؟أن البنك المركزي الأوروبي لم يحرك ساكنا أمام التضخم المرتفع, إلا أن تصريحات المسئولين الأوروبيين تشير على قرب رفع مستويات الفائدة خلال شهر يونيو المقبل لوضع حاجز أولي أمام ارتفاع الأسعار و اثقال كاهل المستهلك.
تركيا لامست سياسة مغايرة تمام, فبعد التحسن الذي شهده الاقتصاد التركي بعد أزمة كورونا التي استلزمت دعم جيوب المؤسسات و الإفراد لتقليل الأضرار و تخفيف العبء حتى تمر الجائحة. ضغط الرئيس التركي في سبتمبر المنصرم على البنك المركزي التركي لتخفيض أسعار الفائدة مما أدى إلى تدهور أسعار الليرة التركية لتصبح بدلك أسوء عملات الأسواق الناشئة من حيث الأداء, هدا الاستمرار في السياسة الاقتصادية الجديدة دفع بالأسعار لبلوغ 18 ليرة كقابل كل دولار خلال شهر ديسمبر المنصرم ليحاول صناع القرار انقاد ما يمكن أنقاده من هادا التدهور بسياسة من شأنها دعم الليرة إلى جانب من القرارات التي تحفز المستثمرين و المواطنين للإبقاء على الليرة التركية و عدم الاحتماء بالدولار و وقف عمليات بيع الليرة التركية.
حقيقة أن استمرار السياسة التشددية للفيدرالي الأمريكي من شأنها تقوية الدولار أمام الليرة التركية, فبعد الدفع بأسعار الفائدة الأمريكية بمقدار 0.50 نقطة مئوية للارتفاع, لا يزال التضخم مرتفعا بالرغم البطئ النسبي الذي شهده مؤخرا و الذي لا يزال يندر بأسلوب تشديدي في ممارسة السياسة النقدية للفيدرالي و الاستمرار في رفع أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة خلال الاجتماعين المقبلين للفيدرالي الأمريكي و هدا من المرتقب أن يتم معاودة تأكيده خلال كلمة محافظ الفيدرالي جيروم باول المرتقبة ليوم غد. كذلك نرتقب صدور مجموعة من البيانات ( مبيعات التجزئة, تصاريح البناء, معدلات الشكاوي من البطالة... ) التي من شأنها أن تؤثر في تداولات الدولار و إعطاء نظرة مسبقة عن حال الاقتصاد الأمريكي, حتى لو شهدنا تحسن في هده البيانات و بدأ التضخم يستجيب مع الإجراءات التشددية, فمن الصعب للغاية تحقيق الانخفاض المتوقع في ظرفية التوترات الجيوسياسية على الحدود الشرقية الأوروبية خصوصا مع الأحداث المتوالية من قبيل دفع طلب العضوية من طرف فنلندا و السويد للالتحاق بالناتو أمر لن يقف الروس أمامه مكتوفي الأيدي و سيواجهنه بقوة و قد تمتد الأمور لبلوغ مستويات عنيفة من شأنها تأزم أوضاع الاقتصاد و بالتالي استمرار الزيادات في أسعار السلع الأساسية و بالتالي استمرار الأضرار لمدة طويلة.
أما فيما يخض دولة الأناضول, حقيقة أن سوء البيانات الاقتصادية و ارتفاع العجز في الميزان الجاري ليبلغ 5.55 مليار دولار كان وقودا لدفع التداولات لبلوغ مستويات 15.64 في هده اللحظات, و هدا مستوى محفوف بالمخاطر للغاية بالنسبة لليرة التركية حيث نرتقب مستويات مقاومة عند مستويات 15.66,16..00, و كذلك 16.47 في ظل المخاطر الإضافية التي تواجهها الليرة التركية من الفناء الخلفي و الإبقاء على مستويات الفائدة في مستويات سلبية و توقعات بعدم تغيرها خلال الاجتماعات المقبلة للمركزي التركي.
آخر وأحدث التحليلات
الندوات و الدورات القادمة
تداول الذهب في ظل الانتخابات الأمريكية
- الاثنين 11 نوفمبر 09:00 م
- 120 دقيقة
- م. أحمد عياد
مجانا عبر الانترنت
مجانا عبر الانترنت
المضاربة السريعة وطريقة مضاعفة رأس المال
- الخميس 14 نوفمبر 08:30 م
- 120 دقيقة
- أ. كارم طايع
مجانا عبر الانترنت