" أقول للرئيس بوتين إنى لن أعطيك أسهمى مجانا ، فنحن لدينا عقود طويلة الأجل و أصول فى روسيا بمليارات الدولارات نهتم بها و لن نتخلى عنها ، لذلك نستبعد الإنسحاب حاليا من أسواق الطاقة الروسية " ... هذا نص ما قاله " باتريك بويان" الرئيس التنفيذي لشركة النفط و الغاز الفرنسية " توتال انيرجى " مطلع الأسبوع الجاري ضمن جلسة عن الطاقة فى العالم ضمن فعاليات منتدى الدوحة .
و لم يكن تصريح باتريك سوى حلقة كاشفة و واصلة بين توجيه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بتسوية مدفوعات منتجات بلاده من الطاقة إلى أوروبا بالعملة المحلية " روبل " بدءا من أول أبريل المقبل ، و بين رفض واضح لذلك من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالأمس مهاتفا نظيره الروسى " مستحيل دفع عقود الغاز بالروبل يا بوتين " ...
هنا و أمام ارتفاع حرارة المواقف السياسية على خلفية ما يحدث فى أوكرانيا و نذر توقف الغاز الروسى لأوروبا لنا وقفة فهم من الماضى القريب لأنشطة شركات الطاقة الأوروبية العملاقة العاملة بروسيا فى ضوء تقرير صدر فى 28 مارس الجارى عن منظمة النقل و البيئة T&M فى بروكسل ، و الذى يفصح عن الاتى ...
أولا ، تعتمد احتياجات دول أوروبا للطاقة على ما يفوق 40% غاز و 26% نفط من روسيا بقيادة ثلاث شركات أوروبية كبرى فى هذا المجال و هم " توتال انيرجى الفرنسية ، شل الأنجلو هولندية ، بى بى البريطانية "
ثانيا ، تلك الشركات ساهمت منذ عام 2007 حتى مطلع 2022 فى توفير تمويل بنحو 80% من صاردات الطاقة لنفقات روسيا العسكرية ، و تحديدا بعد ضم بوتين لجزيرة القرم فى 2014 حتى نهاية العام الماضى اشترت تلك الشركات نفطا روسيا بقيمة 100 مليار دولار .
ثالثا ، خلال السبع سنوات الأخيرة سجلت حصص مشتريات الشركات الأوروبية الثلاث من النفط الروسى " 57 مليار دولار لتوتال ، 27 مليار دولار لشل ، 9 مليار دولار لشركة بى بى " بالإضافة لأعمال من الباطن لشركات صغيرة تابعة مولت فى مجملها نحو 25% من مخصصات الميزانية العسكرية لروسيا بين عامى 2019 و 2020 فقط .
رابعا ، شركتا شل الأنجلو هولندية و بى بى البريطانية انسحبتا ظاهريا من الأسواق الروسية عقب غزو اوكرانيا ، و تم رصد مشتريات ضخمة من النفط الروسى من جانب شركة بى بى بعد إعلان الإنسحاب ، إلا أن توتال الفرنسية كانت أكثر وضوحا فى اعتزامها الانسحاب من الأسواق الروسية بنهاية 2022 حسب تطور معطيات دائرة الحرب فى أوكرانيا .
خامسا ، تستطيع الدول الأوروبية الاستغناء عن ثلثى الغاز الروسى بنهاية العام الجاري و التوقف نهائيا عن ادمان منتجات موسكو من الطاقة بحلول 2030 على الأكثر ، عبر توفير بدائل أكثر كلفة من شحنات الولايات المتحدة الأمريكية و دولة قطر ، و الجزائر و نيجيريا.
- ختاما ... يبدو أن روسيا " رغم احتياطياتها المهولة من الغاز و النفط " ستفقد فى خضم حربها المفتوحة على أوكرانيا دورها المستمر منذ عقود كقوة عظمى فى مجال الطاقة ، مفسحة الطريق بعد عض أصابع الجميع لتوازنات جديدة فى تلك الأسواق من حيث البدائل و الاسعار و معاملات التعاقدات الدولية التى تبحث عن تدفق مستدام للأرباح وفقا للنظام المالى العالمى المستقر منذ نصف قرن .
آخر وأحدث التحليلات
الندوات و الدورات القادمة
بناء عقلية مرنة للتداول لتحقيق النجاح على المدى الطويل
- الثلاثاء 07 يناير 08:30 م
- 120 دقيقة
- أ. فادي رياض
مجانا عبر الانترنت
استراتيجيات قوية للتغلب على الأزمات الاقتصادية
- الاربعاء 08 يناير 08:30 م
- 120 دقيقة
- أ. محمد جابر
مجانا عبر الانترنت
الطريقة الرقمية وتطبيقاتها على الأزواج المختلفة
- الخميس 09 يناير 08:30 م
- 120 دقيقة
- أ. شانت بدزيكوف
مجانا عبر الانترنت