لا استطيع تغيير اتجاه الرياح ولكني استطيع ضبط شراعي لأصل إلى هدفي

استراتيجية التداول

" لا استطيع تغيير اتجاه الرياح ولكني استطيع ضبط شراعي لأصل إلى هدفي" جيمي دين

ماهي استراتيجية التداول؟

إن استراتيجية التداول هي عبارة عن مجموعة من القوانين المحدّدة مسبقًا والتي يستخدمها المتداولون في اتخاذ القرارات الخاصة بالتداول. الميّزة الأساسيّة في أي استراتيجية تداول إنها لا تدخل مشاعر التاجر في قرارات التداول. إن التاجر الذي يستخدم استراتيجية تداول خاصة به سيعرف دائمًا القرارات المناسبة التي يجب إتخاذها وكيفية تنفيذها بغض النظر عن حال السّوق في ذلك الوقت. بينما نجد أن التاجر الذي لا يستخدم استراتيجية تداول سيميل إلى إتخاذ قرارات غير منطقيّة معتمدًا على مشاعره معظم الاحيان املًا في تحقيق الربح. وحتى إذا كان لديك الوقت الكافي لمتابعة السّوق الآن، فقد تنشغل لاحقًا ولا تستطيع مراقبة السّوق؛ فسوق التداول دائمًا في تغيير ودائمًا ما يحدث جديد فيه، ففي أي لحظة قد يرتفع السّعر أو يهبط؛ سواء كنا نرغب في حدوث ذلك أم لا. ولا يجب، بطبيعة الحال، أن تهمل الوقت الذي تقضيه أمام الحاسب الآلي ومتابعة تحرك السّوق، وتقلبات الأسعار الذي حدث في الماضي فكلاهما متساويان في الأهمية. ومن الصّعب جدًّا أن تقيم وضع السّوق بدقةٍ إذا هممت أن تتخذ قراراتك التجارية في وقت قصير؛ فدائمًا ما يجد المضارب معلومات أو أي احداث جديدة تؤكد وجهة نظره حتى يطمئن إنه قام بإتخاذ القرار الصّائب ولكن في أغلب الأحوال بعد إتخاذ القرار لا يكون هناك رجعة، وإذا بحثت على الانترنت ستجد آراء مختلفة، ومقالات كثيرة تؤكد أن القرار الذي إتخذته قد يكون صحيحًا وربّما كان خاطئًا في نفس الوقت (تضارب). ولقد احتار التجار في الوصول إلى اجابة سؤال هام: "ماذا لو اثبتت فشل كل الاحتمالات وكان السّوق يتحرك في الاتجاه المعاكس؟" 

إنهم يبدئون حيئذ في الشّعور بالهلع. وإذا حدث، فسوف يتذكرون ذلك لفترة طويلة مما يؤثر على نجاحهم في المضاربات القادمة وسيؤدي ذلك إلى فقدات التاجر لثقته بنفسه وبالتالي سيشك في جميع قراراته التجارية المستقبليّة وربّما تكون الاستراتيجية التي يتبعها مهددة. وهناك نقطة أخرى هامة: فإذا كانت لديك استراتيجية تتبعها جديدًا، فلا داعي أن تتابع تقلبات الأسعار عن قرب، فالأسعار يمكن أن تتغير أكثر من عشرين ألف مرة في اليوم الواحد، ومن الصّعب أن تكوّن استراتيجية فعّالة ولكن عندما تتوصل للقواعد الأساسية وتختار أساليب التحليل المناسبة سيكون الوضع أسهل بكثير. كما يمكنك أن تحدّث استراتيجيتك تلقائيًّا عن طريق لغات البرمجة المرتبطة بمؤشرات السّوق (اكسبرتات). ويمكنك بعد ذلك أن تختبر مدى نجاح استراتيجيتك عن طريق معرفة تاريخ الأسعار السّابقة ثم تحسنها وتطورها بعد ذلك وتجرّبها (Back-Test). إن أهم شئ هو فهم تحرك السّوق وتغيرات الأسعار وإمكانيّة تطبيق ما درسته من معلومات وما تعرفه من خبرات واستراتيجيات، فهو الشّئ الأساسي، ومن الممكن أن تحقق نجاحات وأن تطور من خبراتك ومعلوماتك في المضاربة إذا تمسكت باستراتيجية تداول ثابتة مع فهم ما يحدث في السّوق بدقة.

السّؤال الآن: هل يجب علينا تخصيص الوقت لتطوير استراتيجياتنا في التداول؟

نعم بالطبع! إذ أن الاستثمار دون استراتيجية يعتبر قمار فهي لعبة قائمة على حساب احتمالات الفوز ولكي نتمكن من المخاطرة يجب أن تكون العملية منظمة وقابلة للإدارة.

يعتقد البعض أن الاستراتيجية الناجعة يجب أن تكون جديدة ولم يجربها أحد من قبل.. ودعونا هنا نقتبس ما قاله المستثمر المعروف ريتشارد دينيس: "لن تفشل أي استراتيجية تداول إذا كان الناس على علم بها، وذلك عكس ما يعتقد جميع المتاجرون" فإذا كانت معلوماتك جيّدة واستراتيجيتك صحيحة فسوف تنجح حتى إذا كان الناس على معرفة عامة بها. وكما نقول دائمًا إن الانضباط والاستمرار هما السّر في نجاح أي شئ في الحاية. إن الانضباط في حد ذاته هو الاستراتيجية ففي تجارتنا هذه لا يكون فهم السّوق كافٍ بل يجب علينا أن نلتزم بتطبيق الاستراتيجية، وبعد مرور فترة من ستة أشهر إلى سنة يمكنك الحكم على مدى فاعلية الاستراتيجية وكلما زاد الربح الناتج عن اتباع استراتيجية معيّنة، زاد احتمال الربح الناتج عنها في المستقبل واستمراريته مهما كان حال السّوق، فقبل أن تمدح أو تذم استراتيجيتك يجب أن تختبر قوتها لعدة أشهر وتحسن من مهاراتك بها وحينها فقط يمكنك الحكم على فعاليتها.
في أغلب الأحيان لا يكون كافيًّا مجرد التفكير في القواعد الخاصة بالاستراتيجية التي تنوي اتباعها، فالأفضل أن تكتبها وأن تحتفظ بكل النتائج التي توصلت إليها. سيساعدك ذلك على ترتيب معلوماتك واكتساب الخبرات واختيار الاستراتيجية الأفضل بالنسبة لك. ضع عينيك على استراتيجيتك وراقبها بنفسك وجرّبها على جميع العملات ثم ضارب بثقة.

المقال القادم: ما هي مكونات استراتيجية التداول؟


شادي عبده