ما يجب معرفته عن (استراتيجية الكاري تريد) وانهيارات الأسواق المالية!

بعد أن شهدت الأسواق المالية العالمية انهيارات كبيرة، في ظل مخاوف الركود الاقتصادي الأمريكي باعتبارها السبب الوحيد لهذه الانهيارات، إلا أن هناك بعض التفسيرات التي تحدثت عن أسباب موجة البيع العنيفة التي ضربت الأسواق، وربطتها باستراتيجية تجارة الفائدة وخاصة بعد قيام بنك اليابان برفع الفائدة (حيث أصبح على المقرضين رد الأموال بفائدة مرتفعة بما تسبب في انهيارات الأسواق المالية العالمية)، وفيما يلي نظرة على استراتيجية الكاري تريد، وكيفية استخدامها:

المقصود باستراتيجية التداول بالفائدة (الكاري تريد):

هي عبارة عن تقنية تداول مالية شائعة، حيث يقترض المستثمر المال بعملة ذات سعر فائدة منخفض ويستثمره في عملة ذات سعر فائدة أعلى، والهدف هو الاستفادة من الفرق بين هذه الأسعار، وتعرف هذه الاستراتيجية أيضا باسم (تداول الفائدة).

كيفية استخدام الاستراتيجية:

أولا: يقوم المتداول باقتراض الأموال بعملة ذات سعر فائدة منخفض، على سبيل المثال، إذا كان سعر الفائدة على الين الياباني (JPY) منخفضًا جدًا، فقد يقترض المتداول بالين، ثم يقوم بالاستثمار في عملة ذات سعر فائدة مرتفع،(حيث تُستخدم الأموال المقترضة بعد ذلك للاستثمار في عملة ذات سعر فائدة أعلى)، على سبيل المثال، إذا كان الدولار الأمريكي (USD) يقدم سعر فائدة أعلى، فقد يحول المتداول الين المقترض إلى دولار ويستثمر في أصول مقومة بالدولار الأمريكي.

ثانيا: يكسب المتداول الفارق بين أسعار الفائدة للعملتين، وهذا الفرق، أو (التداول بالفائدة)، هو المصدر الأساسي للربح في التداول بالفائدة.

مخاطر استراتيجية تجارة الفائدة:

• أولا: حدوث تقلبات في سوق العملات: تنطوي الاستراتيجية على مخاطر كبيرة وخاصة إذا تحرك سعر الصرف بين العملتين بشكل غير موات  بسبب التوترات الجيوسياسية والأحداث الاقتصادية (على سبيل المثال، إذا انخفضت قيمة العملة ذات الفائدة المرتفعة مقارنة بالعملة ذات الفائدة المنخفضة)، فقد يؤدي ذلك إلى خسائر قد تفوق المكاسب من الفارق في أسعار الفائدة.
• ثانيا: حدوث تغيرات في أسعار الفائدة: إذا ارتفعت أسعار الفائدة في العملة التي يتم الاقتراض بها، فإن تكلفة القرض تزيد، مما يقلل من الربحية.
• ثالثا: حدوث تقلبات السوق: يمكن للأحداث الاقتصادية أو الجيوسياسية أن تسبب تقلبات كبيرة في أسعار صرف العملات، مما يؤدي إلى خسائر كبيرة.
• رابعا: خطورة التداول بالرافعة المالية: بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي استخدام الرافعة المالية العالية في عمليات التداول بالهوامش إلى تضخيم المكاسب والخسائر (غالبًا ما يستخدم المتداولون عمليات التداول بالهوامش في سوق الفوركس ويمكن أن تتأثر بالظروف الاقتصادية الأوسع نطاقًا، مثل التغيرات في أسعار الفائدة والاستقرار الاقتصادي والأحداث الجيوسياسية).

بشكل عام، يمكن القول أن استراتيجية تداول الفائدة (الكاري تريد)، تعتبر استراتيجية عالية المخاطر وعالية المكافأة، وهي مناسبة للمستثمرين ذوي الخبرة الذين لديهم قدرة عالية على تحمل المخاطر المرتفعة، وخاصة وأنها قد تتسبب في انهيارات كبيرة بالأسواق المالية العالمية.