الليرة التركية تحت رحمة الفيدرالي الأمريكي

أغلق الزوج الدولار مقابل الليرة التركية نهاية الأسبوع الماضي فوق منطقة 17.500 مؤكدا تحليلنا الصادر الأسبوع المنصرم على استكمال المسار الصعودي وتجديد الليرة التركية لولائها للأدنى مستوياتها منذ شهر ديسمبر الماضي.

حافظ البنك المركزي التركي على أسعار الفائدة مستقرة كما كان متوقعا في مستويات 14 دون حدوث أي تغيير خلال الاجتماع المنصرم في إشارة الى التخوف من انهيار الليرة التركية أسرع و تدهور مستوياتها في ظل البيانات الاقتصادية البطيئة  و السيئة بسبب الازمة الدولية في قطاع الطاقة و الغداء التي نتجت عن الأحداث الجيوسياسية في شرق أوروبا و التي أثرت بشكل عميق على القطاع التصنيعي و الخدمي الذي شهد أداءا سيئا خلال الفترات الماضية, زاد الطين بلة تمسك المركزي التركي بسياسة تخفيض أسعار الفائدة في حين تحاول باقي دول العالم التي تأزمت اقتصادتها بفعل عامل التضخم و ارتفاع تكلفة الحياة بتقليص سياستها العمومية و الاتجاه نحو سياسة نقدية صارمة عبر رفع أسعار الفائدة المتكرر في محاولة لكبح جماح التضخم.

يرتقب أن يصدر عدد من البيانات المهمة عن السوق الأمريكي والتي يفترض أن تلعب دورا محوريا في تعميق أو تقليص مستويات مجموعة من العملات التي يتداول الدولار ضدها والليرة التركية أبرزها. إن التضخم والسياسة النقدية التي لم ينتج عنها سوى أضرار بالغة فسي سوق الصرف هما العاملان الداخليان الذي يؤثران بشكل كبير في أداء الليرة على المستوى الداخلي، في حين يؤثر الفيدرالي الأمريكي من منظور خارجي عن طريق مكافحة التضخم ونهج  سياسة نقدية صارمة بشكل كبير دفع أسعار الزوج نحو الارتفاع أو الهبوط. ويترقب  أن يعرف اجتماع الأربعاء استمرار رفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة مئوية لتبلغ بذلك أسعار الفائدة مستويات 2.5 في المائة، و بذلك يبقى سيناريو الهبوط بالنسبة الليرة التركية هو الأكثر صحة بالموازاة مع الارقان الاقتصادية السيئة فسي الداخل التركي.

لازلت رؤيتنا للمستويات التي أصدرنها في تحليل الأسبوع الماضي قائمة, و الى حدود هذه الساعة, بلغ زوج الدولار و الليرة مستويات 17.82 و يترقب مع استمرار التداول فوق منطقة 17.50 بلوغ مستويات 18 و تجاوزها في حالة الإعلان عن ارتفاع أسعار الفائدة للفيدرالي  نحو 18.25 و 18.90 في حالة استقرار السعر فوق 18.50.

و يبقى سيناريو الصعود للزوج هو الأكثر إيجابية على المدي المتوسط, فالبرغم من التصحيحات التي يقوم بها الزوج الدولار و الليرة التركية الى أن الطابع المسيطر على السوق يبقى صعودي و أي بيانات إيجابية ممكنة عن السوق التركي للأسبوع القادم لن تقدم أي صنيع للتخفيف عن الليرة و دفعها للتنفس قليلا.