هل تختفي بيتكوين قريبا؟

انخفضت عملة بيتكوين الرقمية بقوة خلال التعاملات وفقدت نحو 20% من قيمتها لتهبط إلى مستوى 23 ألف دولار فقط، تزامنا مع تعزز المخاوف بالأسواق حيال العملات الرقمية بشكل عام في ظل تعزز توقعات تشديد السياسة النقدية الأمريكية بالفترة المقبلة، وهو ما عزز الطلب على الدولار الأمريكي بشكل واضح وقوي وأضعف الطلب على الملاذات الأخرى وعلى رأسها البيتكوين.

نهاية التحركات العرضية لعملة بيتكوين:

وفي الأسبوع الماضي، ذكرنا بأن بيتكوين تتحرك في إطار عرضي مؤخرا، وتتداول قرب مستوى 30 ألف دولار وأي محاولات للاختراق فوق 32000 دولار تقابل بمقاومة شديدة، كما أن بيتكوين كانت تلقى دعما قويا قرب مستوى 28 ألف دولار، ولكن كانت التوقعات تشير إلى أنه سيكون لقراءة مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر مايو تأثير قوي على تحركات بيتكوين وقد تغير هذا الاتجاه لأن معظم خسائر بيتكوين BTC هذا العام كانت بسبب المخاوف من ارتفاع التضخم ، والذي من المرجح أن يحفز الفيدرالي الأمريكي نحو تسريع وتيرة التشديد النقدي ورفع أسعار الفائدة.

بيانات التضخم تهبط بقيمة البيتكوين:

ومع صدور بيانات التضخم الأمريكية بنهاية الأسبوع الماضي، ونمو التضخم بنسبة 8.6% وهي أعلى وتيرة منذ 41 عام، تزايدت المخاوف بأسواق العملات الرقمية حول تشديد السياسة النقدية الأمريكية بوتيرة سريعة للغاية وقد يتجه الفيدرالي إلى رفع الفائدة بنحو 75 نقطة أساس خلال اجتماعه المقرر هذا الأسبوع، وهذا ما كان له انعكاسات سلبية قوية للغاية على سعر بيتكوين وغيرها من العملات الرقمية.

وتترقب الأسواق صدور قرارات الفيدرالي الأمريكي في منتصف هذا الأسبوع وسط توقعات بتسريع التشديد النقدي كما ذكرنا أعلاه، وفي حالة هذا السيناريو المرجح حاليا، فقد نشهد استمرارا لهبوط عملة بيتكوين خلال التداولات وقد تستقر أدنى مستوى 20 ألف دولار وربما نحو مستوى 10 الاف دولار هذا الأسبوع، إذا قرر الفيدرالي رفع الفائدة بنحو 100 نقطة أساس، وهذا السيناريو ليس مستبعدا للغاية حاليا في ظل ارتفاع التضخم الأمريكي بكل قوة، والمؤشرات الفنية واستطلاعات الرأي تشير إلى أن بيتكوين ستكون أكثر عرضة للخسائر المستقبلية بٍسبب خطط التشديد النقدي الأمريكي، وقد يكون عام 2022 عاما لانهيار أو لاندثار صناعة العملات الرقمية والبيتكوين وقوة الدولار الأمريكي!