إلى أين قد تتجه أسعار الذهب؟

شهد الذهب بعض الارتفاع ليعود من جديد أعلى مستويات 1900 دولار للأوقية يوم الثلاثاء بعد تراجعات استمرت 3 أيام دفعت الأسعار إلى ما دون المستوى الرئيسي ، حيث أدى التراجع الطفيف في الدولار الأمريكي وانخفاض عوائد سندات الخزانة إلى زيادة جاذبية السبائك. وتراجع الدولار من أعلى مستوى في عامين سجله في الجلسة السابقة ، في حين تراجع العائد القياسي في الولايات المتحدة لأجل 10 سنوات عن أعلى مستوياته في 3 سنوات حيث زادت   توقعات المستثمرين  بتشديد سياسة الاحتياطي الفيدرالي بشكل أسرع مقابل توقعات تشوبها الضبابية  بشكل متزايد للنمو العالمي. يراقب المستثمرون أيضًا الإغلاقات في الصين نتيجة ارتفاع في أعداد الإصابات في كورونا . الذهب يرتبط طرداً بتوقعات التضخّم المستقبلية وليست الحالية، وهنالك اعتقاد في الأسواق الآن بأن معدّلات التضخّم قريبة من الذروة وربما تبقى مرتفعة، لكن قد تعاود انخفاضها خلال الفترة المقبلة بفعل انخفاض أسعار الطاقة. 

ارتفاع الدولار سبب هام ورئيسي من الأسباب التي دفعت سعر المعدن الثمين للانخفاض، فالذهب أصل مقيّم بالدولار، وارتفاع الدولار مقابل سلّة من العملات، يضغط على المعدن الثمين. ويفضّل المتداولون عند الركود الاقتصادي أو توقعاته الاحتفاظ بالنقد، وكما نلاحظ، يتوجّه المتداولون لطلب الدولار كملاذ آمن.

توقعات رفع الفائدة في بنوك مركزية حول العالم تزيد جاذبية السندات لطالبي الملاذ الآمن،  فكما نرى، ارتفعت عوائد سندات الحكومة الأمريكية استحقاق عشر سنوات لأكثر من 2.8%. ورغم انخفاض عوائد السندات، إلا أنها ما تزال مرتفعة على مدى هذا الشهر بأكثر من 20%.

بالعودة لفترة جائحة كورونا، انخفضت أسعار الذهب شهري فبراير ومارس 2020، لكنها عاودت تعويض الخسائر، مما يدل على أن المتداولين فضّلوا الدولار الذي ارتفع حينها، لكن عاود الذهب تجاوبه مع انخفاض أسعار الفائدة وسياسات التحفيز الاقتصادي.

هذا الأسبوع، ننتظر بيانات مؤشر Core PCE الذي يعتمده الفيدرالي كمقياس لتضخّم، وهنالك توقّع بانخفاضه من 5.4% إلى 5.3%، ولو ثبت ذلك فعلاً، فقد يكون مؤشر لاحتمال انخفاض التضخّم مستقبلاً، ليكون ضاغطاً على الذهب.

وبحسب قسم الدراسات في Equiti Group مستوى 1900 دولار يعتبر حاجز نفسي، فيما يقع الحاجز الفني عند 1890، وهذه المستويات قد تكون المحددة للاتجاهات. لو صمدت أمام قوى الضغط الهابط، فهنالك احتمال أن نشهد موجات صاعدة جديدة، لكن في ظل الظروف الحالية الأساسية، لو تم كسرها فلا يجب استبعاد الانخفاض