السيناريو المتوقع لبيانات سوق العمل الأمريكية وتأثيرها على الأسواق

وبالرغم من أهمية بيانات سوق العمل بالنسبة للفيدرالي الأمريكي والدولار، إلا أن نتائج اجتماع الفيدرالي بالأمس أظهرت أن أغلب الأعضاء ترى ضرورة تسريع وتيرة سحب التسهيلات لرفع الفائدة في وقت قريب، الأمر الذي عزز من توقعات الأسواق برفع الفائدة خلال اجتماع شهر مارس.

يُذكر أن قراءة إضافة معدل الوظائف بالقطاع غير الزراعي قد جاءت دون التوقعات خلال شهر نوفمبر عند 210 ألف مقابل التوقعات التي أشارت إلى 553 ألف وظيفة، ولكن اعتدنا أن نرى مراجعة القراءات السابقة منذ شهر يونيو وحتى قراءة شهر نوفمبر على نحو مرتفع مما يرجح احتمالات مراجعة قراءة شهر نوفمبر أيضًا على نحو إيجابي.

الجدير بالملاحظة أن قطاع الترفيه والضيافة شهد تراجع قوي في معدل التوظيف خلال نوفمبر، وقد كان هذا القطاع من القطاعات الرائدة في إضافة الوظائف خلال 2021، حيث أضاف القطاع 23 ألف وظيفة فقط خلال نوفمبر، وقد يرجع ضعف معدل إضافة الوظائف إلى وجود مخاوف بشأن سلالة أوميكرون، ولكن حاليًا هدأت تلك المخاوف نوعًا ما مع تأكيد بعض المؤسسات على أن السلالة الجديدة أقل خطورة من سلالة دلتا.

من المتوقع ألا يكون الاقتصاد الأمريكي قادر على استعادة كافة الوظائف التي تم فقدانها منذ جائحة كورونا ولكنه استطاع تعويض أكثر من 80% من الوظائف، مما يشير إلى استمرار تحسن سوق العمل ودعم قرارات الفيدرالي في رفع الفائدة أكثر من مرة خلال العام الجاري.

هذا، وقد حقق الدولار الأمريكي بعد المكاسب الطفيفية بعد نتائج الاجتماع ليجري تداوله عند المستوى 96.26 في انتظار بيانات سوق العمل، ولكن على المدى المتوسط يلاحظ استقرار التداولات في نطاق عرضي فيما بين 95.55 و 96.90 ويتحدد الاتجاه على المدى المتوسط بكسر هذا النطاق سواء صعودًا أو هبوطًا.

على المدى الطويل لا تزال النظرة الشرائية قائمة باستهداف المستوى 100.

من ناحية أخرى، تعرض الذهب بضغوط بيعية قوية مع ارتفاع العائد على السندات الآجلة لثلاثين عامًا لأعلى مستوى لها هذا العام عند 2.12% مع تسعير الأسواق رفع الفيدرالي للفائدة، بالإضافة إلى استقرار التداولات أسفل مستوى المقاومة 1830$ المتمثل في مستوى تصحيح فيبوناتشي 61.8% مما يدعم النظرة السلبية على المدى القصير والمتوسط باستهداف المستوى 1785 ويليه المستوى 1768$.