الذهب يقترب من مستويات 1900 دولار للأونصة

واصل الذهب ارتفاعه إلى مستويات فوق 1860 دولار للأونصة، وهي أعلى مستوياته في خمسة أشهر بالرغم من ارتفاع الدولار الامريكي إلى أعلى مستوياته منذ شهر يوليو عام 2020.

وكان الاحتياطي الفيدرالي قد قرر تثبيت الفائدة عند أدنى مستوياتها تاريخياً في النطاق بين 0.0% – 0.25%، كما قام بالإعلان عن بدء تقليص برنامج شراء السندات بواقع 15 مليار دولار أمريكي شهرياً، بداية من منتصف الشهر الجاري، بخفض 10 مليار من مشترياته لسندات الخزانة، و5 مليارات في الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري. إلى جانب ذلك، أظهر الفيدرالي استمرار اعتقاده بأن التضخّم "مؤقت".

بحسب مجموع CME، أوّل ترجيح لرفع الفائدة من الفيدرالي الأمريكي هو شهر يوليو المقبل، حيث أن التوقعات تظهر إلى أن 72% من التوقعات تظهر احتمال تثبيت الفائدة حتى شهر مايو، فيما تبدأ احتمالات زيادة الفائدة بالارتفاع بشكل كبير شهر يونيو لتصل إلى 63.4%. هذه الحقيقة تجعل الأسواق المالية للأسهم مرتاحة نوعاً ما، حيث أن خفض برامج شراء الأصول لا يعني سياسة تشديد، بل هي تقليص التحفيز فقط.

لكن، لو دققنا النظر في توقعات الـ CME، سنُلاحظ بأن هنالك حوالي 23% يتوقّعون رفع الفائدة شهر مايو المقبل، ونحو 42% يتوقّعون رفع الفائدة شهر يونيو، وهو الشهر الذي يتوقّع الأغلبية أن يتم رفع الفائدة فيه. وهنالك من يعتقد بأن الفيدرالي الأمريكي سيرفع الفائدة خلال الربع الثاني من العام المقبل.

ويبدو بأن الأسواق أصبحت تسعّر رفع الفائدة من الفيدرالي الأمريكي قبل النصف الثاني من العام المقبل 2022، فقد سجل مؤشر أسعار المستهلكين ارتفاعًا بنسبة 6.2% وهو أعلى مستوياته منذ عام 1990.

وتعد بيانات التضخم مرتفعة للغاية عن التوقعات وعن الرصد في الشهور السابقة ومن المتوقع أن يضر ذلك بقوة الاقتصاد الأمريكي. وبالرغم من تصريحات الفيدرالي الأمريكي بأن التضخم مؤقت ويعود لأسباب مؤقتة، فبحسب قسم الدراسات بشركة إيكويتي قد يبقى التضخّم مرتفع خلال فترة بين 6 و9 أشهر.

ومن جهة أخرى تراجع نمو اقتصاد عديد من الدول حول العالم الربع الثالث يشير لفقدان الاقتصاد العالمي عزم التعافي حيث تباطأ الاقتصاد البريطاني من 5.5% إلى 1.3%، كذلكـ الصين تباطأ اقتصادها من 7.9% إلى 4.9%، والولايات المتحدّة من 6.7% إلى 2%، وذلك خلال الربع الثالث من عام 2021.

وبحسب قسم الدراسات بمجموعة إيكويتي تزداد احتمالات استمرار الارتفاع للذهب ليصل إلى مستويات 1900 دولار للأونصة حيث أن الذهب يُعد أداة تحوط من ارتفاع التضخم الذي يشهد ارتفاعات هائلة بسبب ارتفاع أسعار الطاقة وتعثر سلاسل التوريد، وستكون مستويات الـ 1865/1870 دولار مهمة لتحديد مواصلة صعوده، ولكن قد تشهد تحركاته بعض التصحيحات حتى مستويات الـ 1845 وحتى إن وصلت لمستويات الـ 1835 تبقى احتمالات الصعود واردة.