الدولار الرقمي وخطة أمريكا للتعامل مع طفرة العملات المشفرة

تعتبر العملات المشفرة حاليا واحدة من ضمن المخاطر التي تواجه البنوك المركزية على مستوى العالم، وعلى رأسهم البنك الفيدرالي الأمريكي. خاصة مع سعى قادة شركات العملات المشفرة للتوسع على مستوى العالم. فيما نجد خطوات ضعيفة من قبل البنوك المركزية بالمقارنة مع النشاط المشهود لمؤسسي العملات المشفرة. فما إذا خطة الفيدرالي الأمريكي للتعامل مع طفرة العملات المشفرة؟

بدأ هذا التساؤل في الوضوح أكثر بعد اجتماع قادة كوين بيز Coinbase مع محافظ الفيدرالي الأمريكي "جيروم باول"، هذا الاجتماع السري الذي دام نصف ساعة ولم يستطع أحد الوصول لمحتواه أو الحصول على أي تصريحات من قبل الطرفين. فهل هناك مخطط خفي يسعى الفيدرالي لتحقيقه؟ 

يبدو أن الخطة تكمن في "الدولار الرقمي"، خاصة وأن "جيروم باول" لا يعتبر من الشخصيات الداعمة للعملات المشفرة. كما أنه كرر انتقاده لتقلبات سوق التشفير في أكثر من تصريح، إلى جانب انتقاده لوجودها الذي يفتقر إلى الرقابة والإشراف من قبل البنوك المركزية. وبما إن "باول" يرى البيتكوين منافس ضعيف في مواجهة الدولار الأمريكي، فمن المرجح أنه يسعى لإثبات قوة العملة الأمريكية في مواجهة جميع العملات وإن كانت مشفرة، ويظهر هذا تحديدا مع اتجاه الصين لليوان الرقمي والمنافسة التي باتت واضحة بين دول العالم لإصدار أول عملة رقمية مركزية.

• الدولار الرقمي

كما ذكرنا، هناك منافسة حالية بين الدول في السيطرة على الاقتصاد ومواجهة طفرة العملات المشفرة. وربما لا تسعى أمريكا لتأييد البيتكوين كما فعلت دولة السلفادور. لذا سيكون البديل المنطقي هو تطوير سريع لمشروع الدولار الرقمي. وما يؤكد هذا الاتجاه هو المؤتمر الذي تم عقده عقب اجتماع "باول" مع كوين بيز. وكان المؤتمر بقيادة "باول" لمناقشة القضايا المتعلقة بعملة الدولار الرقمي CBDC الأمريكية. 

وبالتالي خلال الفترة المقبلة متوقع مشاهدة تصريحات واجتماعات للفيدرالي الأمريكي تتعلق بهذا المشروع، خاصة مع التطوير السريع المشهود في خطة الصين للمنافسة بإطلاق اليوان الرقمي. في انتظار أول قوة عالمية تستطع إطلاع عملة رقمية من قبل البنك المركزي.