الذكاء الأصطناعي خطر يهدد البشرية إن لن يتم التحكم به

ورد علي مسامعنا في الفترة الأخيرة وبكثرة مصطلح الذكاء الإصطناعي ، لدرجة أن البعض يتخوف من أنه قد يعني سيطرة الآلآت وانتهاء دور البشر وعلي الرغم من أن الواقع بعيدا تماما عن الأقتراب من هذا التصور في الوقت الحالي ، فمن خلال هذا المقال سنتعرف علي ما هو الذكاء الإصطناعي ؟ وما هي أبرز مظاهره ؟ وإلي أين وصل تطوره ؟

في الواقع أنه له أكثر من تعريف فيعرف الذكاء الإصطناعي علي أنه الذكاء الذي تبديه الآلات والبرامج بما يحاكي القدرات الذهنية البشرية وطرق عملها ، مثل القدرة علي التعلم والأستنتاج ورد الفعل علي أوضاع لم تبرمج في الآلة .

أيضًا يعرفه بعض الباحثين علي أنه دراسة وتصميم أنظمة ذكية تستوعب بيئتها وتتخذ إجراءات تزيد من فرص نجاحها .

وعلي الرغم من ذلك فإنه لا يمكن إطلاق مصطلح الذكاء الأصطناعي علي أي قطعة إلكترونية تعمل من خلال خوارزمية معينة ، فلكي نطلق هذا المصطلح علي نظام إلكتروني فلابد من توافر مجموعة من الشروط كالتالي :

1)      القدرة علي التعلم أي أكتساب المعلومات ووضع قواعد استخدام هذه المعلومات .

2)      إمكانية جمع وتحليل هذه البيانات والمعلومات وخلق علاقات فيما بينها .

3)      أتخاذ علاقات قرارات وذلك بناءا علي عملية تحليل المعلومات ، وليس مجرد خوارزمية تحقق هدف معين .

والجدير بالذكر أن الذكاء الأصطناعي قد قفز قفزات كبيرة في السنوات الأخيرة ولعل من أهم تطوراته تقنية ( التعلم العميق ) والتي تركز علي تطوير شبكات عصبية صناعية تحاكي في طريقة أسلوبها الدماغ البشري أو بمعني آخر أنها قادرة علي التعلم وتطوير نفسها ذاتيًا دون تدخل من الإنسان ، كما أثبتت هذه التقنية قدرتها علي التعرف علي الصور وفهم الكلام وترجمته من لغة إلي آخري .

أيضًا قد شهد عام 2017 جدلًا واسعًا فيما يتعلق بمستقبل الذكاء الأصطناعي سواًء من جانب القفزات التقنية أو العلمية والتمويلات الضخمة ومنتجاته التطبيقية التي ظهرت في الأسواق أو من جانب الأنتقادات المتعلقة بعدم وضوح رؤية الخبراء المتعلقة بمستقبل الشركات أو الأنتقادات المتعلقة بمستقبل هذه التقنية والتخوف الذي يشعر به العملاء والخبراء مثل إيلون ماسك

قد أدي أستغلال الذكاء الأصطناعي في الهواتف الذكية وتطبيقتها إلي أنتشار هذه التقنية ، فعلي سبيل المثال قامت شركة آبل بأستخدام الذكاء الأصطناعي في تطوير تقنيات التعرف علي الأوجه التي نتج عنها تطبيق Animoji في هاتف آيفون إكس ، كما قامت شركة هواوي بإضافة أول شريحة للذكاء الأصطناعي بهاتف Mate 10  .

كما شهد عام 2017 محاولات عدة للدمج بين الروبوتات الميكانيكية والذكاء الأصطناعي وهذا ما قامت به شركتي أمازون وأكادو والتي تعمل علي تطوير روبوتات قادرة علي العمل بالمخازن والمصانع بكفاءة ميكانيكية وديناميكية عالية وبطريقة قادرة علي مواجهة التحديات التي تواجه البشر خلال عملهم المماثل .

أيضا لا ننسي الروبوت صوفيا والذي تحدث العالم أجمع عنه وهو أول روبوت يأخذ جنسية في التاريخ والعالم ، فقد تم إعلان حصولها علي الجنسية السعودية خلال جلسات مؤتمر مبادرة الأستثمار الذي انعقد في الرياض أكتوبر 2017 ، وصوفيا من تصميم شركة هانسون روبوتيكس الأمريكية وتعتبر صوفيا أحد أذكي الروبوتات في العالم فهي تستطيع التعرف علي الوجوه وإجراء حوارات معها .

وكما للذكاء الأصطناعي من مميزات قادرة علي أن تجعل الإنسان يعيش في رفاهية إلا أن في حال عدم التحكم به سيقضي علي البشرية علي المدي البعيد ، فقد تنبأ رئيس مجموعة سيتي جروب السابق بأن الذكاء الأصطناعي سوف يقضي علي 30% من الوظائف المصرفية في غضون 5 سنوات ، كما أن مجموعة ميزوهو المالية في اليابان قالت أنها ستستخدم الذكاء الأصطناعي ليحل محل 19 ألف شخص أي نحو ثلثي العمالة لديها بحلول عام 2027 .

كما أن له العديد من المخاطر متمثلة في التالي :

1)  تهديدات أقتصادية : سوف يؤثر علي حجم ونوعية الوظائف وفرص العمل المتاحة حيث من المتوقع أن يؤثر الروبوت بالسلب علي الوظائف في مجال الصناعات التحويلية وصناعة السيارات بالإضافة إلي خدمة العملاء .

2) تهديدات أجتماعية : يؤدي زيادة التعامل مع الآلآت إلي أنفصال البشر بالتدريج عن محيطهم الأجتماعي البشري وهو ما يفقد العلاقات الإنسانية مرونتها التقليدية ويصبح الهدف منها ماديًا بعدان كان معنويًا بالأساس .

3) تهديدات أمنية : أحد هذه التهديدات هي أن الروبوتات تهدد حق البشر في الحياة ويتضح ذلك في حالة الأنظمة القتالية المستقلة مثل الدرونز التي تحمل الأسلحة فهذه الأجهزة مجهزة للتدمير في الأساس فإذا وقعت في يد الشخص الخطأ أو تم أختراقها نتيجة قصور فستكون النتائج كارثية .