منذ نحو عامين والذهب يواصل سلسلة من الارتفاعات المستمرة ليحقق حتى الآن 66 %، حيث كان يتداول بداية شهر نوفمبر من 2022 عند مستوى 1616 دولارا للأونصة وقبل ختام شهر سبتمبر الماضي حقق قمة تاريخية عند 2685 دولارا، ولا زال الذهب باتجاه صاعد على المدى الطويل ويستهدف على المدى القريب العودة لتحقيق قمة تاريخية جديدة أعلى من 2700 دولار، وعلى المدى البعيد يستهدف من الناحية الفنية مستويات 3300 دولارا مرورا بمنطقة 3000 التي تعد منطقة مقاومة نفسية، بطبيعة الحال تبقى هذه المستهدفات قائمة طالما ظل الذهب أعلى من مستويات الدعم عند 2450 دولارا التي تمثل دعما مهما على الفاصل الشهري حيث كانت قمة مايو الماضي تم اختراقها وتحولت لدعم.
ارتفاعات الذهب المتواصلة لها عديد من الدوافع التي رفعت من حيازة الذهب على المستوى العالمي ما انعكس بالإيجاب على أسعار الأونصة بشكل كبير، ومن أبرزها الأحداث الجيوسياسية التي بدأت أولى شراراتها باندلاع الحرب الروسية الأوكرانية القائمة حتى الآن، والأحداث الأخيرة على مستوى الشرق الأوسط الدائرة بين الكيان الإسرائيلي والشعب الفلسطيني وامتداد الصراع لبلدان أخرى, كما أن بدء الفيدرالي لدورة تخفيض أسعار الفائدة ما يثير مخاوف الأسواق من خشية الركود لذلك ارتفعت أسعار الذهب بحكم أنه يعد أبرز الملاذات الآمنة سواء عند الأحداث السياسية أو الاقتصادية.
وما يهمنا هنا هل أسعار المعدن الأصفر مرشحة لمزيد من الارتفاعات والمحافظة على اتجاهها الصاعد؟
فمن ناحية الأحداث الجيوسياسية فلا يبدو لها نهاية قريبة على المدى القريب والمنظور، ومن الناحية الفنية فقد ذكرنا المستهدفات الأبرز حتى الآن، لذلك أي ضغوطات قد تمر بها الأسواق قد تنعكس بمزيد من الإيجاب على المعدن الأصفر، ومن جهة أخرى فإن خفض أسعار الفائدة يزيد من امتلاك الذهب حيث تنخفض تكلفة حيازته بسبب تراجع الدولار، بل يستفيد الذهب رغم كل الحالات التي تتوقعها الأسواق، فلو تم تخفيض الفائدة بنحو نصف نقطة باجتماع الفيدرالي القادم بشهر نوفمبر يعكس مخاوف الفيدرالي من الركود بالتالي سيقلل شهية المخاطرة بالأسواق تجاه الأسهم ويزيدها نحو الذهب، أما في حالة خفض الفائدة بنسبة ربع نقطة بالاجتماع القادم فهذا يعزز أيضا من ارتفاع الذهب كذلك.
لذلك تعد صناديق الذهب المتداولة التي تتبع حركة الذهب من أبرز المستفيدين من ارتفاعاته، حيث تعد من أفضل الخيارات لدى كثير من المستثمرين بحكم سهولة تملكها وتنوعها، ومن أبرز تلك الصناديق بالسوق المحلية على سبيل المثال صندوق البلاد للذهب الذي حقق أرقاما تاريخية انعكاسا لحركة أسعار الذهب عالميا، كما يعد صندوق GDX وصندوق GLD وغيرها من الصناديق الأكثر شهرة في الأسواق العالمية التي تتبع حركة الذهب سعريا.
وبما أن الذهب من الناحية الفنية يملك مستهدفات أعلى بنحو 25 % من سعره الحالي فليس بمستغرب بل من الطبيعي أن تتبع صناديق الذهب محليا وعالميا نفس الحركة وربما بفارق بسيط.
ورغم التوقعات الايجابية للحركة الفنية للذهب على المدى البعيد، وما ذكرناه من أسباب اقتصادية وغيرها، فلا بد للمستثمر في المعدن الأصفر من التحوط وذلك بعدة طرق منها الالتزام بوقف خسارة محدد يتم التخارج عند كسره لأسفل، كذلك يمكن التحوط بتملك الصناديق أو الأسهم المعاكسة لحركة الذهب التي تخالفه بالحركة وهي متنوعة وكثيرة منها DUSTوكذلك JDST وغيرها كثير.
ما سبق مجرد تحليل لحركة الذهب الفترة المقبلة ومستهدفاته الفنية وبعض الأمثلة التي تتبع حركته، ولتداعيات تخفيض سعر الفائدة على الذهب سواء جاءت بنصف أو ربع نقطة.
نقلا عن صحيفة الاقتصادية
آخر وأحدث التحليلات
الندوات و الدورات القادمة
كيف تستخدم أدوات التحليل لتحقيق رحلة تداول ناجحة
- الاثنين 09 ديسمبر 08:30 م
- 120 دقيقة
- أ. فادي رياض
مجانا عبر الانترنت
مهارات إدارة التداول في الأسواق
- الاربعاء 11 ديسمبر 08:30 م
- 120 دقيقة
- م. وليد أبو الدهب
مجانا عبر الانترنت
مجانا عبر الانترنت