قررت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في إجتماعها في الأمس تثبيت الفائدة عند مستويات 5.25% و5.50% الأمر الذي توقعه معظم المحللون. لكن الأهم من ذلك كانت توقعات "الدوت بلوت" التي أشارت إلى زيادة إضافية للفائدة في العام الجاري، إضافة إلى اللهجة التشددية التي اعتمدها رئيس المجلس الإحتياطي الأميركي جيروم باول في مؤتمره الصحفي الذي أشار فيه إلى أن الطريق ما زال طويلًا قبل التوصل إلى خفض التضخم إلى المستوى المستهدف 2%، وأن الفيدرالي مستعد لرفع الفائدة مجددًا إن كان ذلك مؤاتيًا كما أن قراراته ستستند إلى تقييم البيانات والمخاطر المحتملة.
كيف أثرت توقعات "الدوت بلوت" وحديث جيروم باول على الأسواق المالية؟
أغلقت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية ستاندرد آند بورز500، وداو جونز وناسداك100، وراسل2000 على خسائر. كما تراجعت مؤشرات الأسهم الآسيوية وتحديدًا اليابانية والصينية، وأسعار السلع وعلى رأسها النفط والذهب، وانخفضت أسعار الكريبتو وعلى رأسها البيتكوين، كما انخفضت معظم العملات الأجنبية الرئيسية مقابل الدولار الأميركي.
ماذا عن سندات الخزانة الأميركية؟
انخفضت أسعار سندات الخزانة الأميركية قصيرة وطويلة الأجل بشكل ملحوظ . فقفز عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين إلى 5.20% وهو أعلى مستوى له منذ عام 2006 بالإضافة إلى ارتفاع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 أعوام إلى 4.44% وهو أعلى مستوى له منذ 2007.
لكن لماذا يحصل هذا الإنخفاض الكبير على السندات وهذه القفزة على عوائدها؟
يعتبر عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين شديد الحساسية على سياسة الفيدرالي النقدية. ومما لا شك فيه أن هذا العائد تأثر بتوقعات "الدوت بلوت" التي أشارت إلى رفع إضافي للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 2023 من جهة، وبخطاب باول التشددي من جهة أخرى الأمران اللذان يعطيان زحمًا صعوديًا لهذا العائد قصير الأجل.
أما عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 أعوام فيتأثر أكثر بالسياسة المالية للحكومة الأميركية خاصةَ إن كان هناك خللًا في السياسة المالية FISCAL IMBALANCE في الولايات المتحدة الأميركية إذا أن الخزانة الأميركية تضطر عندها إلى إصدار أو بيع سندات الخزانة طويلة الأجل لتمويل العجز الناتج عن ديونها المستحقة بالتالي حين يكون العرض أعلى من الطلب يضغط ذلك على أسعار هذه السندات مما يرفع عوائدها.
والملفت في الأمر أن انعكاس منحنى عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين ولأجل 10 أعوام يتسع ويسجل سالب 75 نقطة أساس تقريبًا ما يشير إلى إمكانية دخول الولايات المتحدة الأميركية في مرحلة ركود إقتصادي كما كان يحصل سابقًا في كل مرة يتم تسجيل انعكاس لمنحنى العائد.
ولكن السؤال الأهم: في ظل مرونة الإقتصاد الأميركي، وتفوّق معظم البيانات الإقتصادية على توقعات الأسواق، هل سيدخل الإقتصاد الأميركي في مرحلة الركود أو الهبوط الناعم؟
تظهر الرسومات البيانية التالية ارتفاعًا كبيرًا في عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين ولأجل عشرة أعوام:
آخر وأحدث التحليلات
الندوات و الدورات القادمة
إدارة احترافية لمحفظتك مع أهم طرق إدارة رأس المال
- الخميس 28 نوفمبر 08:30 م
- 120 دقيقة
- أ. ملاك الحسيني
مجانا عبر الانترنت
مجانا عبر الانترنت
تداول الاختراقات السعرية للعملات والأسهم بطريقة احترافية
- الاثنين 02 ديسمبر 08:30 م
- 120 دقيقة
- أ. محمد صلاح
مجانا عبر الانترنت