السيناريوهات المتوقعة لقرارات الفيدرالي الأمريكي وتأثيرها على الأسواق المالية

سوف تتابع أسواق العملات وبخاصة متداولي الدولار باهتمام كبير صدور قرارات الفيدرالي الأمريكي المرتقبة بشأن السياسة النقدية وهي قرار الفائدة، وبيان السياسة النقدية، بالإضافة إلى التوقعات الاقتصادية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، ثم سيعقبها المؤتمر الصحفي لمحافظ البنك، جيروم باول، للتعليق على هذه القرارات، وذلك في ظل التأثير القوي المتوقع على تحركات الأسواق المالية العالمية وتحديدا على أزواج الدولار وبخاصة زوج اليورو دولار والذهب والعملات الرقمية وسوق الأسهم الأمريكية، وفيما يلي نظرة على السيناريوهات المتوقعة لهذه القرارات:

السيناريو الأول والمرجح على نحو كبير، يتمثل في إبقاء الفيدرالي الأمريكي على الفائدة دون تغيير خلال هذا الاجتماع في ضوء تباطؤ التضخم الأمريكي إلى مستوى 4% وارتفاع البطالة الأمريكية خلال الشهر الماضي إلى مستوى 3.7%، وبالتالي قد يتضمن بيان الفائدة والتوقعات الاقتصادية، بالإضافة إلى المؤتمر الصحفي لمحافظ البنك، بعض النقاط التي تؤكد على نجاح خطوات البنك في مكافحة التضخم المرتفع، وأنه سوف يتمهل قبل رفع الفائدة مجددا وسوف يترقب صدور مزيد من البيانات الاقتصادية خلال الفترة المقبلة وعلى رأسها بيانات التضخم المقبلة مع التلميح إلى أن الفيدرالي الأمريكي قد يرفع الفائدة مجددا إذا ارتفعت الضغوط التضخمية، وهذا السيناريو في حالة حدوثه، قد يكون له تأثير سلبي نوعا ما على الدولار وإيجابي على الذهب والأسهم الأمريكية ومختلف العملات الرقمية، لأنه قد يعني احتمالية انتهاء دورة التشديد النقدي الأمريكي قريبا.

بينما السيناريو الثاني وغير المرجح حاليا، هو قيام الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة بنحو 25 نقطة أساس، والتأكيد على أن التضخم لا يزال مرتفعا وأعلى الهدف وهو ما يتطلب مزيدا من التشديد النقدي، وضرورة الحفاظ على الفائدة المرتفعة لفترة طويلة وربما حتى نهاية العام الجاري للتأكد من التضخم لن يرتفع مجددا وسيواصل مسيرة الانخفاض التي بدأها خلال الشهور القليلة الماضية، وهذا السيناريو سيكون مفاجأة قوية للأسواق في حالة حدوثه ولكن في هذا التوقيت، فإن مثل هذا السيناريو قد يكون له تأثير إيجابي قوي على مؤشر الدولار وعلى العكس سينخفض كل من الذهب والعملات الرقمية والأسهم الأمريكية.