profile photo

بدأت أسعار الذهب في التعافي مع بداية التداولات الأسبوعية بعد التراجعات القوية التي سجلتها الأسعار خلال تدداولات الجمعة الماضية. يأتي هذا بعد بيانات سوق العمل الأمريكي والتي جاءت مخيبة للآمال، حيث أضاف القطاع 199 ألف وظيفة فقط خلال شهر ديسمبر الماضي بالرغم من استمرار تراجع معدلات البطالة إلى مستويات 3.9%.

وينتظر المستثمرون الآن بيانات التضخم، بما في ذلك مؤشر أسعار المستهلك، المقرر صدوره هذا الأسبوع. وفي الوقت نفسه، ستصدر الصين أيضًا مؤشرات أسعار المستهلكين والمنتجين يوم الأربعاء.

خلال الأسبوع الأوّل من هذه السنة 2022، هبطت أسعار الذهب نحو 1.8% وسط توقعات رفع الفائدة في الاحتياطي الفيدرالي 3 مرّات هذه السنة ونشير نقارير من جولدمان ساكس بتوقعات رفع أسعار الفائدة 4 مرات هذا العام

بالفعل، اعتدنا أن نرى الذهب تحوّطاً من التضخّم، ويتم أيضاً استخدام الذهب كملاذ آمن عندما تسود حالة من عدم اليقين في الاقتصاد العالمي. لكن منذ الذروة التي تحققت شهر أغسطس 2020، دخلت أسعار الذهب في اتجاه هابط وهبط السعر أيضاً على مدى تداولات عام 2021 بنسبة 3.5% تقريباً بعد أن حقق مكاسب بلغت نسبتها 24% تقريباً عام 2020.

ارتفاع الدولار مقابل سلّة من العملات إلى جانب توقعّات تشديد السياسة النقدية كان له دور رئيسي في دفع سعر المعدن الثمين للانخفاض خلال الفترة الماضية، وهنا لا نتكلّم فقط عن الفيدرالي الأمريكي، بل تشمل توقعّات تشديد السياسة النقدية العديد من البنوك المركزية في العالم مثل بنك إنجلترا المركزي والاحتياطي الأسترالي ومثيله النيوزلندي. حتى البنك المركزي الأوروبي، الذي من غير المتوقّع أن يقوم برفع الفائدة في وقت قريب، إلا أن البنك من المحتمل جداً أن يقلّص برامج شراء الأصول بوتيرة متسارعة وسط ارتفاع التضخّم.

ارتفعت معدّلات التضخّم في الولايات المتحدّة بحسب مؤشر أسعار المستهلكين إلى 6.8%، كما وصل المؤشر في منطقة اليورو إلى 5% وفي المملكة المتحدّة 5.1%، وهذه المستويات تعتبر مرتفعة جداً بل نعتبرها كاقتصاديين خطيرة جداً على وتيرة التعافي الاقتصادي العالمي. بالتالي، العالم يعاني من تضخّم مرتفع جداً.

تكمن الإشارة إلى أن انخفاض أسعار الذهب هو اعتقاد المتداولين بأن التضخّم المرتفع حالياً قد يكون قريباً من الذروة، فالتوقعات المستقبلية للفيدرالي الأمريكي والمركزي الأوروبي وكذلك بنك إنجلترا تشير لاحتمال انخفاض التضخّم عن المستويات الحالية وسط الاعتقاد بتشديد السياسة النقدية الأشهر المقبلة.

معامل الارتباط بين الذهب والتضخّم هو معامل طردي بالفعل، لكن معامل الارتباط يقع بين المعدن الثمين وتوقّعات التضخّم وليس التضخّم الحالي. وبما أن البنوك المركزية حالياً تتخذ خطوات جديّة للحد من ارتفاع التضخّم، فهذا قد يجعل التضخّم ينخفض خلال الأشهر المقبلة. لا نقول هنا بأن التضخّم سيعود للمستويات المريحة للبنوك المركزية حول 2% خلال فترة زمنية قصيرة، لكن انخفاض توقعات التضخّم أمر بحد ذاته يضغط على المعدن الثمين.

في حال ثبت أن التضخّم لا ينخفض كما تأمل البنوك المركزية، هنا قد نشهد ارتفاعاً سريعاً لأسعار الذهب، لكن على المدى القصير، فاحتمال انخفاض الذهب مرجّح وسط استقرار الدولار في مستوياته المرتفعة نسبياً مقابل سلّة من العملات، وتوقعات انخفاض التضخّم.

المستويات الحالية للذهب ما دون 1800 دولار للأونصة تعتبر مستويات حيادية نسبياً، فالذهب استقر خلال النصف الثاني من عام 2021 وحتى الآن في نطاق محدود بين 1835 و1745، وهذا يعتبر اتجاه جانبي للمعدن الثمين، لكن لا يجب استبعاد الاقتراب من الحد الأدنى من النطاق ما لم تظهر مستجدات اقتصادية تعطي سبباً لأن نشهد قفزة سعرية فوق النطاق المعتاد للمعدن الثمين.

الندوات و الدورات القادمة

أ. فادي رياض
أ. فادي رياض

بناء عقلية مرنة للتداول لتحقيق النجاح على المدى الطويل

  • الثلاثاء 07 يناير 08:30 م
  • 120 دقيقة
سجل اﻵن

مجانا عبر الانترنت

أ. محمد جابر
أ. محمد جابر

استراتيجيات قوية للتغلب على الأزمات الاقتصادية

  • الاربعاء 08 يناير 08:30 م
  • 120 دقيقة
سجل اﻵن

مجانا عبر الانترنت

أ. شانت بدزيكوف
أ. شانت بدزيكوف

الطريقة الرقمية وتطبيقاتها على الأزواج المختلفة

  • الخميس 09 يناير 08:30 م
  • 120 دقيقة
سجل اﻵن

مجانا عبر الانترنت

large image