كان من المتوقع انهيار أسعار الذهب.. ولكن ماذا حدث؟
الثلاثاء 09 نوفمبر 2021 02:47مخلال الفترة الماضية، توقع الكثير من المحللين، انخفاض أسعار الذهب أو بالأصح، انهيار أسعار الذهب بقوة تزامنا مع صدور قرارات الفيدرالي الأمريكي حيال خفض شراء السندات بالفترة المقبلة، وإيجابية بيانات التوظيف الأمريكية، بما من شأنه أن يعزز الطلب على الدولار الأمريكي بشكل واضح، وهو ما ينعكس سلبيا على أسعار الذهب... ولكن رغم قرارات الفيدرالي الأمريكي، إلا أن أسعار الذهب بدأت في الارتفاع بقوة، وتتجه لتعزيز أرباحها، فماذا حدث؟
في الأسبوع الماضي، قرر الفيدرالي الأمريكي بأن يبقي على الفائدة دون تغيير، ولكنه قرر في نفس التوقيت بأن يعلن موعد خفض شراء السندات بنحو 15 مليار دولار شهريا بداية من منتصف الشهر الجاري، وبنحو 15 مليار دولار إضافية بداية من منتصف الشهر المقبل، وقد تستمر وتيرة خفض شراء السندات بنفس الشكل حتى انتهائها تماما في منتصف العام المقبل، كما ذكر محافظ الفيدرالي الأمريكي جيروم باول بوقت سابق.
بالإضافة إلى ذلك، فإن إيجابية بيانات سوق العمل الأمريكية والصادرة يوم الجمعة الماضي كان من المفترض أن تؤثر سلبيا أيضا بأسعار الذهب ، حيث أضاف الاقتصاد بالقطاع غير الزراعي 531 ألف وظيفة خلال تلك الفترة، بأقل من توقعات الأسواق بإضافة 455 ألف وظيفة، وهي أعلى من القراءة السابقة التي أظهرت ارتفاع المؤشر بنحو 194 ألف وظيفة خلال سبتمبر، وتم تعديلها على نحو مرتفع إلى 312 ألف وظيفة.
وبالتالي، كان من المفترض أن تقدم قرارات الفيدرالي الأمريكي حول خفض شراء السندات، بالإضافة إلى إيجابية بيانات التوظيف الأمريكية، الدعم القوي لعملة الدولار الأمريكي، وهو ما حدث فعليا وارتفع الدولار أعلى مستوى 94 نقطة، ولكن رغم العلاقة العكسية بين الدولار والذهب ، إلا أننا لم نشاهد انخفاضا قويا لأسعار الذهب رغم توقعات المحللين بانهيار أسعار الذهب بقوة، ولكن هذا لم يحدث، ووجدنا ارتفاعا قويا للأسعار لتستقر قرابة أعلى مستوى منذ شهرين قرب 1830 دولار للأوقية، فماذا دفع أسعار الذهب للصعود؟
يمكن القول بأن السبب الأول والذي عزز ارتفاع الذهب هو تأكيد الفيدرالي الأمريكي على أنه لا علاقة بين خفض شراء السندات وبين رفع الفائدة الأمريكية، وبالتالي، ساهم ذلك، في ضعف حالة التفاؤل بالأسواق حيال رفع الفائدة الأمريكية وبخاصة وأن المستثمرون كان يرون بأن رفع الفائدة سيكون هو الخطوة التالية للفيدرالي الأمريكي بعد انتهاء شراء السندات بمنتصف العام المقبل.
ويتمثل السبب الثاني، في ارتفاع أسعار الذهب هو اللجوء إليه كوسيلة للتحوط ضد التضخم المرتفع حاليا في مختلف دول العالم، فالإقبال على الذهب للتحوط ضد التضحم المرتفع تعزز بشكل كبير بالفترة الأخيرة وبخاصة مع معدل الفائدة المنخفض بأوروبا وأمريكا، وهذا أدى لصعود الذهب أيضا.
بينما، السبب الأخير في ارتفاع أسعار الذهب يتمثل في تجدد المخاوف حيال كورونا وبخاصة مع تفشي الإصابات بقوة بالكثير من الدول وبخاصة القارة الأوروبية بما من شأنه أن يهدد تعافي الاقتصاد العالمي من تداعيات هذا الفيروس التاجي الخطير، وبالتالي عزز ذلك الطلب على الذهب كملاذ اَمن بالوقت الحالي.
وأخيرا، يمكن القول بأن صعود أسعار الذهب حاليا ليس مؤقتا وقد تتواصل وتيرة الصعود إلى مستويات جديدة خلال الفترة المقبلة تزامنا مع ارتفاع التضخم بقوة وانخفاض الفائدة واستمرار تفشي كورونا مع اقتراب فصل الشتاء، وهذا قد يدفعنا لمشاهدة مستوى 2000 دولار للأوقية، ولكن هذا السيناريو مشروط باستمرار العوامل الداعمة لصعوده بالفترة المقبلة.
آخر وأحدث التحليلات
الندوات و الدورات القادمة
تداول الذهب في ظل الانتخابات الأمريكية
- الاثنين 11 نوفمبر 09:00 م
- 120 دقيقة
- م. أحمد عياد
مجانا عبر الانترنت
مجانا عبر الانترنت
المضاربة السريعة وطريقة مضاعفة رأس المال
- الخميس 14 نوفمبر 08:30 م
- 120 دقيقة
- أ. كارم طايع
مجانا عبر الانترنت