تقرير منتصف اليوم : اليورو يتعثر في ظل مخاوف اليونان التي لم تتوقف

شهد اليورو انخفاضاً حاداً خلال تداولات اليوم الخميس في ظل عودة التخوفات بصدد الشأن اليوناني و التي عاودت الارتفاع من جديد . حيث ظهرت حالة جديدة من التخوف من أن المساعدة التي ستقوم بها منطقة اليورو قد تكون منافية لروح معاهدة ماستريخت التي تم تطبيقها بالاتحاد الأوروبي و التي أدت إلى خلق نظام اليورو في التسعينات . هذا و قد نوه المحللون الاقتصاديون إلى أن المعاهدة تحتوي على بنود قد تحول دون تقدم الاتحاد الأوروبي بأى مساعدة لجيرانه. أما عن يواكيم ستارباتي ، أحد المحللين الاقتصاديين البارزين و الاستاذ بجامعة توبنجن ، فقد صرح أن قضية دعم اليونان قد تُرفض في المحكمة الدستورية . و بالنسبة للأسواق ، فقد انتباها قلق كبير حيال أن اليونان قد لا تتمكن في النهاية من الحصول على خطة الإنقاذ المقدرة بنحو 30 مليار يورو من قبل الدول الأعضاء بمنطقة اليورو . وبالحديث عن الفارق بين سندات الخزانة اليونانية و الألمانية لأجل 10 سنوات فقد تجاوز الـ 400 نقطة من جديد للمرة الأولى منذ بدء الإعلان عن خطة الإنقاذ قبيل عطلة نهاية الإسبوع .

علاوة على ذلك ، فإن هناك تخوفاً أخر حيال أن اليونان قد تضطر في نهاية المطاف إلى الخروج من نظام اليورو . وقد أُشير في تقرير تحليلي إلى أن خطة إنقاذ اليونان و ضعف موقف ضمانات البنك المركزي الأوروبي " تشكل أكثر الأمور سوءاً لأى بلد أخرى من الدول الأعضاء في منطقة اليورو " ، كما حذر التقرير من أن اليورو قد يتدهور بقدر ملحوظ ليتزامن ذلك مع بلوغ الضغوط التضخمية أعلى مستوى لها منذ وقت طويل . و في حالة حدوث ذلك ، فإن دولة مثل ألمانيا قد تتخلى عن التعامل باليورو و تتقدم بمشروع عملة جديدة أقوى .

و على صعيد الاسترليني فقد فشل في الحفاظ على الارتفاع الذي شهده في وقت سابق مقابل الدولار الأمريكي ، ليتزامن ذلك مع تدهور الاسترليني . إلا أن التداول على الزوج ( يورو/استرليني ) لا يزال مستقراً . هذا و قد كشف أحد المسوح التي تم إجرائها في صحيفة الديلي تليغراف أن المناهضة القوية التي يواجهها حزب المحافظين البريطاني قد تقود حزب العمال إلى الفوز بالانتخابات التي ستنعقد في السادس من مايو المقبل حيث أن 43% من الأصوات جاءت في صالح حزب المحافظين ، بينما جاءت نسبة 31% في صالح حزب العمل و أخيراً جاءت نسبة 20% في صالح الحزب الليبرالي الديموقراطي . إلا أن الاستفتاء قد خفف بدوره من التخوفات حول من سيتعلي البرلمان ، كما رفع الأمل بإمكانية قيام المملكة المتحدة بخفض عجز ميزانيتها . و ذلك على الرغم من البيانات التي صدرت اليوم ، حيث تقرير ثقة المستهلك الصادر عن مؤسسة ناشيونوايد و الذي سجل أدنى تراجع له منذ يوليو من العام 2008 ، منخفضاً بنحو 72 في مارس مقابل القراءة السابقة البالغة 81.

و على صعيد البيانات الاقتصادية التي صدرت اليوم الخميس ، فقد سجلت القراءة الإسبوعة لإعانات البطالة الأمريكية ارتفاعاً بنحو 24 ألف لتصل إلى 484 ألف ، في حين ارتفعت القراءة الإجمالية بواقع 73 ألف مسجلة 4.64 مليون . و عن مؤشر صافي مشتريات الأوراق المالية الأمريكية فقد ارتفع بنحو 47.1 مليار دولار في فبراير . كما ارتفع المؤشر التصنيعي بولاية نيويورك متجاوزاً التوقعات بنحو 31.9 في إبريل . أما عن مؤشر الإنتاج الصناعي الأمريكي فقد سجل ارتفاعاً بنحو 0.1% في مارس تزامناً مع ارتفاع مؤشر استغلال القدرات بنحو 73.2% .

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image