بنك كندا يقترب من خفض الفائدة للمرة الخامسة... السيناريو المتوقع!
تستعد الأسواق المالية لقرار بنك كندا المرتقب بشأن أسعار الفائدة، حيث تشير التوقعات إلى خفض جديد قد يكون الخامس على التوالي. هذه الخطوة المرتقبة تأتي وسط بيانات اقتصادية متباينة أثرت على الاقتصاد بشكل ملحوظ، مما يثير تساؤلات حول تداعيات هذا القرار على حركة الدولار الكندي وبقية العملات في الأسواق المالية.
وفيما يلي نظرة على ما ينتظر صدوره من قرارات بنك كندا:
أولا: نظرة على البيانات الاقتصادية المؤثرة على قرارات بنك كندا:
خلال الفترة الماضية، صدرت العديد من البيانات الاقتصادية في كندا والتي سيكون لها تأثير قوي على قرارات البنك المرتقبة، أصدر مكتب الإحصاء الكندي بيانات سوق العمل والتي جاءت متباينة، حيث أضاف الاقتصاد الكندي حوالي 50.5 آلاف وظيفة خلال شهر نوفمبر، وهو ما جاء أعلى من التوقعات التي كانت تشير إلى إضافة الاقتصاد 24.7 آلاف وظيفة. من ناحية أخرى، سجل معدل البطالة في كندا 6.8% خلال شهر نوفمبر، وهو ما جاء أسوأ من التوقعات التي كانت تشير إلى ارتفاعه إلى 6.6% فقط.
وأيضا، كشفت بيانات صادرة عن مكتب الإحصاء الكندي، عن أن الناتج المحلي الإجمالي في كندا نما بنسبة 0.1% على أساس شهري خلال شهر سبتمبر، بأقل من توقعات الأسواق التي أشارت إلى نمو بنسبة 0.3%.
وكذلك، أصدر مكتب الإحصاء الكندي تقريره حول بيانات التضخم لشهر أكتوبر، والذي أظهر أداءً إيجابيًا فاق توقعات الأسواق، حيث سجل مؤشر أسعار المستهلكين ارتفاعًا شهريًا بنسبة 0.4%، متجاوزًا توقعات الأسواق التي كانت تشير إلى نمو بنسبة 0.3% فقط. وجاء هذا التحسن بعد انكماش المؤشر بنسبة 0.4% في شهر سبتمبر. وعلى أساس سنوي، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين ليسجل 2.0% خلال أكتوبر، وهو ما تجاوز التوقعات التي رجحت تسجيله 1.9%.
وفي ضوء تباين أداء بيانات سوق العمل الكندي، جنبا إلى جنب ضعف بيانات النمو الاقتصادي، فإن بنك كندا لن يتردد في خفض الفائدة مجددا، وذلك على الرغم من عودة التضخم الكندي للارتفاع وتجاوز توقعات الأسواق، إلا أن وتيرة خفض الفائدة خلال اجتماع الغد سوف يكون لها تأثير قوي على الأسواق.
ثانيا: توقعات بعض البنوك الكبرى لقرارات بنك كندا:
تشير توقعات غالبية خبراء الاقتصاد إلى أن بنك كندا سيخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس خلال اجتماعه المقبل، مما سيؤدي إلى استقرار سعر الفائدة عند 3.25%. وفقاً لاستطلاع أجرته وكالة رويترز، يرى معظم المشاركين أن البنك قد يستمر في خفض الفائدة تدريجياً خلال الفترة المقبلة، ليصل إلى مستويات أدنى بحلول نهاية عام 2025.
وكذلك، يشير تحليل بنك سكوتيا إلى أن قرار خفض الفائدة المحتمل ليس مجرد استجابة مباشرة للضعف الاقتصادي، بل هو خطوة لإدارة المخاطر وتلبية توقعات الأسواق.
ثالثا: تصريحات صانعي القرار داخل بنك كندا حول السياسة النقدية:
على مستوى السياسة النقدية، أكد نائب محافظ البنك، ريس مينديز، أن التضخم يتجه نحو الاستقرار عند المستوى المستهدف البالغ 2%. وأشار إلى أن البيئة الاقتصادية المستقرة ستعزز ثقة المستهلكين والشركات، مما يسمح بزيادة الإنفاق والاستثمار. وأضاف أن البنك سيواصل مراقبة التطورات الاقتصادية بدقة لاتخاذ القرارات المناسبة مستقبلاً.
رابعا: السيناريوهات المتوقعة لقرارات بنك كندا:
هناك سيناريوهان رئيسيان لقرار بنك كندا المرتقب، السيناريو الأول: يتمثل في خفض الفائدة بمقدار 0.50% مع الإشارة إلى إمكانية استمرار الخفض مستقبلاً، مما قد يؤدي إلى ضغط سلبي على الدولار الكندي في الأسواق.
أما السيناريو الثاني، فيتمثل في خفض الفائدة مع تصريحات تُظهر توقف البنك مؤقتاً عن خفض إضافي نظراً لعودة التضخم إلى الارتفاع، وهو ما قد يدعم الدولار الكندي بشكل إيجابي.
اقرأ أيضا:
بنك كندا: ينصح بشراء الدولار في ظل استمرار المخاطر الجيوسياسية
محافظ بنك كندا يدلي بتصريحات مهمة للغاية خلال المؤتمر الصحفي للبنك