الذهب ينتعش رغم الصعود القوي للدولار وتصريحات باول المتشددة، فلماذا؟

الذهب ينتعش رغم الصعود القوي للدولار وتصريحات باول المتشددة، فلماذا؟
الذهب

شهدت أسعار الذهب ارتفاعا كبيرا خلال تعاملات آخر جلسات اليوم، يوم الجمعة، حيث تمكنت سبائك المعدن الأصفر من التعافي ومحو بعض خسائر الجلسة السابقة على الرغم من الصعود القوي الذي شهده الدولار الأمريكي.

الذهب الآن

وعلى صعيد التداولات، ارتفعت أسعار العقود الفورية لمعدن الذهب بنسبة 0.22% لتصل إلى 1,917.43 دولارا للأوقية، كما صعدت كذلك أسعار عقود الذهب الآجلة تسليم شهر أغسطس بواقع 0.24% مسجلة 1,927.50 دولارا للأوقية.

وبالنسبة للمعادن الأخرى خلاف الذهب ، تراجعت عقود الفضة الآجلة بنسبة 0.61% لتسجل 22.53 دولارا للأوقية، في حين صعد البلاتينيوم بنسبة 0.15% مسجلا 926.68 دولارا للأوقية، وارتفع البلاديوم بنحو 0.29% إلى 1,290.82 دولارا للأوقية.

أبرز العوامل التي أثرت على تحركات الذهب

تمكن الذهب اليوم من إيجاد بعض الزخم الصعودي اليوم والتعافي من بعض الخسائر الحادة التي تكبدها أمس بعد تصريحات محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول المتشددة خلال استجوابه بمجلس الشيوخ الأمريكي.

وصرح باول خلال حديثه بأن الفيدرالي الأمريكي لا يزال أمامه المزيد من التشديد النقدي اللازم لخفض التضخم، مشيرا إلى أن أغلب أعضاء البنك يتوقعون أنه في ظل البيانات الحالية، قد تحتاج اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة إلى رفع الفائدة مرتين خلال هذا العام.

وأدت تلك التصريحات المتشددة إلى ارتداد قوي للدولار الأمريكي من أدنى مستوياته في 5 أسابيع أمس، ليواصل اليوم أيضا مسيرة أرباحه، حيث أصبحت أداة متابعة سعر الفائدة الفيدرالية CME Group FedWatch تشير الآن إلى احتمال 75% لرفع الفائدة بواقع 25 نقطة أساس بالاجتماع المقبل.

ولكن هذا لم يكن له التأثير المعتاد على الذهب ، حيث تمكن الذهب من تحقيق بعض الأرباح أيضا رغم ارتفاع تكلفته الناتجة عن قوة الدولار، وجاءت أرباح الذهب مدفوعة بشكل رئيسي بعزوف المستثمرين عن المخاطرة اليوم، وسط مخاوف الركود الاقتصادي التي أصبحت تخيم على الاقتصادات الكبرى بالولايات المتحدة وأوروبا مع استمرار البنوك المركزية في دورة التشديد النقدي.

وأقبل المستثمرين بشكل كبير على زيادة حيازاتهم من سبائك المعدن الأصفر كملاذ آمن للتحوط ضد التقلبات الاقتصادية ومخاطر الركود والتضخم المرتفع، وذلك على حساب عوائد سندات الخزانة الأمريكية التي تأثرت بشكل كبير بمخاوف الركود تلك، ليرتد الذهب بقوة من أدنى مستوياته منذ 16 مارس الماضي.

وعلى الرغم من تلك المكاسب التي استطاع الذهب تحقيقها اليوم، إلا أن عقود السبائك لن تتمكن على الأغلب من محو خسائرها الحادة التي تكبدتها على مدار الجلسات الأربعة السابقة منذ بداية الأسبوع، ويتجه الذهب حاليا لتكبد خسائر أسبوعية بنحو 2%، وهي أعمق خسائر أسبوعية للمعدن في 4 أشهر ونصف تقريبا.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image