الأفراد ومحاكاة الكبار في تداولاتهم
الجمعة 06 ديسمبر 01:34صمع اقتراب نهاية كل عام تقوم الشركات المالية بتقييم مراكزها, كما يقوم بذلك كبار المستثمرين داخل السوق، وذلك خلال ديسمبر بعد مضي أغلب الثلث الأخير من السنة الميلادية، التي تعد نتائج الأرباع الثلاث من العام قد اكتملت قبله، وبالتالي يملكون تصوراً كاملا عن العام، ويعد التقييم نهاية العام بالغ الأهمية حيث إنه لا يقتصر على الفترة الماضية فقط، بل يتجاوزها لتحديد رؤية للعام الذي يليه، ويحتوي التقييم غالبا ما بين تسييل مراكز وتعزيزا لأخرى كما يكون هناك تمركزا جديدا، وكل ذلك يتم حسب المعطيات التي تراها كل فئة وفقا لمعاييرها التي تعتمدها.
من الصعب على الأفراد محاكاة أو حتى معرفة مراكز المحافظ الكبيرة سواء كانت لصناديق حكومية أو خاصة حيث تتم عملياتهم بخصوصية وسرية تامة، لكن من الممكن للمستثمرين الأفراد توقع بعضا من هذه المراكز وفقا لنتائج الشركات خلال الثلاثة أرباع الماضية والتركيز عليها، ولكن ليس الهدف هو كشف توجهات كبار المستثمرين فحسب، بل التعامل مع تلك التوجهات وفقا للطريقة التي يعمل بها الكبار أنفسهم في السوق كما يقال.
وتعد الأسواق المالية من القنوات الاستثمارية عالية الأخطار، لذلك يعد المرور ببعض الصفقات الخاسرة أمرا طبيعيا، خاصة خلال الأزمات والموجات الهابطة التي تتعرض لها الأسواق بين فترة وأخرى، لكن يبقى من الأهمية بمكان أن تغطي الصفقات الرابحة تلك الخسائر وتتجاوزها لتحقيق نتيجة مرضية للمستثمر تمكنه من الاستمرار والبقاء في السوق.
أولا: وعودا على بدء فإن أكثر القطاعات التي يرغب كبار المستثمرين من التمركز بها أو المحافظة على مراكزهم فيها، هي القطاعات التي حققت نتائجا إيجابية وحافظت على ذلك خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام والمتوقع تحقيق مستوى مقاربا لها في الربع الأخير من العام.
من الناحية الثانية: لا يغفل كبار المستثمرين عن القطاعات التي فقدت بريقها خلال العام وربما ما قبل ذلك، وحققت قيعانا سعرية بسبب عوامل طارئة لا يمكن لها الاستمرار بالتأثير فيها على الدوام، فيحاولون وضع قدم لهم في تلك القطاعات وزيادة مراكزهم تدريجيا مع قرب تلاشي تلك المؤثرات التي تسببت في تراجعها، حيث لا يمكنهم التمركز بمجرد ارتفاع أسعار أسهم القطاع أو الإعلان عن تحسن أدائه، بل يستبقون الأحداث دائما للدخول التدريجي وبأسعار متفاوتة مع كل ضغط وهبوط يمر به القطاع، لتحسين متوسط أسعار الشراء، كما يملكون النفس الطويل لقطف الثمار.
ثالثا: دائما ما ينظر المستثمرون باهتمام للقطاعات الواعدة التي تقدم خدمات تشهد توسعا في عملائها وربما تحمل نقلة نوعية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي معا، ويرونها قطاعات ذات نمو ستحقق عائدا لهم على المدى الطويل، لذلك يعملون في الغالب على زيادة تمركزهم ومتابعتهم لهذه القطاعات مع الحرص على تحسين متوسط سعر الشراء بالنسبة لهم.
ورابعا: الذي يعد الأهم بين ما سبق يحرص كبار المستثمرين على الاحتفاظ بجزء لا بأس به من السيولة ولا يفرطون به مطلقا حسب حجم محافظهم ومراكزهم، بحيث يمكنهم التعامل مع أي أحداث مفاجئة للسوق سواء للتعديل او التخارج وربما حتى التمركز الجديد.
وحتى لا يكون ما سبق مبهما ومن باب المثال لا الحصر، فيمكننا النظر لقطاعات مثل المصارف والبتروكيماويات والتكنولوجيا وتصنيفها حسب ما سبق ذكره، والبحث عن قطاعات مشابهة لما سبق.
ختاماً فلا يشترط للتعامل بنهج الكبار تقارب قيمة المحافظ، فالمال مهما بل يعد عزيزاً لدى صاحبه كما يقال.
نقلا عن صحيفة الاقتصادية
آخر وأحدث التحليلات
الندوات و الدورات القادمة
الذكاء الاصطناعي: سلاح المتداول لضبط النفس
- الثلاثاء 17 ديسمبر 08:30 م
- 120 دقيقة
- أ. شانت بدزيكوف
مجانا عبر الانترنت
مجانا عبر الانترنت
تقنيات واستراتيجيات الفيبوناتشي
- الخميس 19 ديسمبر 08:30 م
- 120 دقيقة
- م. وليد أبو الدهب
مجانا عبر الانترنت