ما الذي أثر على شهية المخاطرة للمتداولين بتعاملات اليوم؟
شهدت تحركات شهية المخاطرة تباينا واضحا خلال تداولات اليوم الاثنين، حيث تأثرت معنويات المستثمرين بتطورات عديدة عززت توجيه التدفقات النقدية لأصول استثمارية معينة دون غيرها، وفيما يلي، يمكن إيضاح أهم هذه المؤثرات:
أولا: شهية المخاطرة بأسواق الأسهم العالمية
لقد تباين تأثير توجهات شهية المخاطرة على أسواق الأسهم المختلفة، فبينما انتعشت معنويات المستثمرين للمخاطرة بأسواق الأسهم الأمريكية (في ظل ترقب صدور بيانات التضخم الأمريكي لشهر أبريل يوم الأربعاء المقبل وانعكاس ذلك على توقعات السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي)، تدهورت شهية المخاطرة بوضوح وأثرت سلبا على الأسهم الصينية واليابانية، فيما استقرت الأسهم الأوروبية بشكل ملحوظ.
وفي هذا الصدد، كشفت البيانات الرسمية في الصين عن تراجع حجم القروض الجديدة خلال شهر أبريل الماضي بوتيرة أسوأ من توقعات الأسواق ليسجل 730 مليار يوان من 3090 مليار يوان بشهر مارس، ما يعكس تدهور الطلب في الصين وما له من انعكاسات سلبية على النمو الاقتصادي، وبالتالي، الأسهم الصينية.
وبالنسبة لأداء الأسهم اليابانية، انخفض مؤشر نيكي 225 بشكل واضح مع ختام التداولات؛ نتيجة لضعف الين الياباني والذي أثار مخاوف المستثمرين حيال انعكاس ذلك على التعافي الاقتصادي في اليابان.
ثانيا: شهية المخاطرة بأسواق العملات الرئيسية
انتعشت شهية المخاطرة بصورة ملحوظة خلال تداولات سوق العملات الرئيسية، إذ ارتفع زوج الاسترالي دولار والنيوزلندي دولار بنسبة 0.34% و0.10% إلى 0.6622 و0.6025 دولار على التوالي، مع انتعاش شهية المخاطرة.
وفي نفس الوقت، ارتفع الاسترليني دولار بنسبة 0.28% إلى 1.079 دولار، بدعم من بيانات النمو الاقتصادي الأفضل من التوقعات والذي قدر بنسبة 0.4% خلال شهر مارس الماضي، ما يعكس تعافي الأوضاع الاقتصادية في بريطانيا.
أما عن الدولار الأمريكي؛ فلا تزال العملة الخضراء تتضرر جراء انخفاض مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي الصادر عن جامعة ميتشغان لشهر مايو الجاري ليسجل 67.4 نقطة من 77.2 نقطة بشهر أبريل، ما يعكس تدهور النشاط بالقطاعات الاقتصادية داخل الولايات المتحدة بهذا الوقت، الأمر الذي قد يكون له تداعيات على النمو الاقتصادي الأمريكي.
ثالثا: شهية المخاطرة بأسواق السلع البارزة
انتعشت شهية المخاطرة بوضوح خلال تعاملات اليوم، حيث ارتفعت أسعار النفط متأثرة بالتفاؤل حيال انتعاش النشاط بالصين، وهذا بدوره، يعني ازدهار الطلب الصيني على النفط الخام باعتبارها أكبر الدول المستوردة للخام عالميا.
ومن ناحية أخرى، تراجع الطلب على معدن الذهب بالتداولات بوتيرة حادة، نتيجة لتصريحات أعضاء الفيدرالي الأمريكي الأخيرة الأكثر تشددا، والتي أفادت في مجملها بوجود مخاطر صعودية على التضخم، كما شككت ماري لوجان في مدى تشديد السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي وهل هذه المستويات كافية لدفع التضخم إلى الانخفاض، ما عزز التوقعات حيال استمرار النهد التشديدي الأمريكي لفترة أطول، ما يعزز قوة الدولار على حساب الذهب اليوم، كأحد السلع المقومة بالعملة الخضراء.